السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
كنت قد قرأت من قبل عن نظرية تسمى (نظرية الجدة) بمعنى أن سن اليأس مرتبط بعدم رغبة المرأة في المزيد من الإنجاب، والتفرغ لرعاية الأحفاد، فما مدى صحة تلك النظرية؟
وكنت قد قرأت أيضا أن المرأة التي لم تتزوج، أو تزوجت ولم تنجب بعد، لا ينقطع عنها الحيض، فهل هذا صحيح؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سالي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأصل في إطلاق عبارة سن اليأس على سن انقطاع الدورة، هو اليأس من عودة الحيض مرة أخرى بعد انقطاعه، وليس اليأس من الحياة، قال تعالى: (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم) الطلاق (4). يقول المفسرون: والنساء اللاتي قد ارتفع طمعهن عن المحيض، فلا يرجون أن يحضن -إن ارتبتم- هل هو دم حيض أو لعلة، أو لكبر السن.
ومعنى اليأس هنا ارتفاع الحيض وانقطاعه، ولذلك يطلق أيضا على هذا التوقيت من عمر السيدات سن التغيير، أو سن اليأس في إشارة إلى انعدام فرصة عودة الحيض مرة أخرى، وهو العمر الذي تتغير فيه الهرمونات، وتتوقف المبايض عن إنتاج البويضات، وتنقطع الدورة الشهرية.
والجدة في الغالب يتخطى عمرها ال 51 سنة، وهو متوسط سن انقطاع الحيض من الناحية الطبية لنضوب البويضات، وليس انقطاعا للتفرغ لمساندة ابنتها في رعاية الأحفاد، والمسألة ليست لعدم الرغبة في الإنجاب بعد بلوغ ذلك السن، بل هو سن تنعدم بعده فرص الحمل، لعدم وجود بويضات في المبايض.
تربية الأحفاد أمر مستحسن أن تساعد فيه سيدة -مثل الجدة- ذات خبرة في التعامل مع الأطفال، وسن التغيير أو سن اليأس هو سن النضج والخبرة والمعرفة، والعطاء المجتمعي للأسرة الصغيرة، وللمجتمع المحيط، ونرى الكثير من القيادات النسائية في كافة المجالات يعملن بعد سن التغيير.
في المتوسط فإن عمر السيدة في سن التغيير -أو سن اليأس- يكون حول 51 عاما، وقد يقل وقد يزيد، وهناك حالات فردية ظلت فيها السيدة تحيض حتى قرب الستين، وعند إرادة الله سبحانه وتعالى تحدث المعجزات، كما في حالة (أشياع) زوجة سيدنا زكريا عليه السلام، التي حملت بسيدنا يحيى عليه السلام، وقد بلغت من العمر عتيا، وكذلك سارة زوجة سيدنا إبراهيم عليهما السلام.
انقطاع الحيض أمر حتمي لنضوب البيوضات، سواء تزوجت السيدة وأنجبت أم لم تتزوج ولم تنجب، وكما قلنا فإن سن التغيير -أو سن اليأس- يختلف من سيدة الى أخرى، لكنه سيحدث لا محالة.
ندعو الله لك بالصحة والعافية والسلامة.