أختي تثير المشاكل وتكثر الصراخ على أمي، فماذا نفعل؟

0 16

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أود أن أشكركم على كل ما تقدمونه، ولكي أختصر، فمشكلتنا بدأت في نحو 4 أو 5 سنوات، والصراع بين أمي وأختي لا ينتهي، كل يوم صراع حاد بينهما، أختي وهي بعمر 22 عاما، بعد أخذها لشهادة البكالوريا لم تعد كما كانت، أصبحت قليلة الكلام، وأصبحت إذا تكلمنا معها ترد علينا بشكل عصبي، تصرخ في وجه أمي، حتى ولو لم يكن هناك داع.

هي لا تصلي، تقوم بعض الأحيان بأخذ المبادرة لكي تصلي لكنها لا تكمل، أنا أحس بأن أختي لا تكرهنا وأفعالها توضح ذلك، لكن أحس أنها لا تقوم بذلك برغبتها الكاملة.

في أحد الأيام من رمضان قررنا السفر، وقمنا بأخذ التذاكر، وكل شيء، وفي آخر لحظة قالت لنا: لا أريد الذهاب، وصدمنا، وبدأت تصرخ في وجهنا كثيرا، وبعد لحظات بدأت تبكي، وتعتذر منا، لأنها دائما تقوم بهذا أثناء رحلاتنا، ودائما تعكس لنا أمورنا، كما أنها في وقت دراستي تفتعل المشاكل؛ لكي أنزعج ولا أركز في دراستي!

أرجو منكم حلا لمشكلتنا، فأنا أصبر على هذا، كما أني لا أبالي في معظم الأحيان، أتركها تصرخ مع أمي، وأنا لا أبالي، لأن صحتي الذهنية أولى، لكن لا أريد أن أرى أمي تبكي بسببها، وهذا كثير الحدوث، لأنها تصرخ كثيرا على أمي، وأمي لم تعد تحتمل.

كما أنها ذهبت للعمل، مع أنه ليس في استطاعتها، وهذا فقط لتتجنب الحديث مع أختي.

أريد حلا، وأرجو منكم الدعاء لنا، و شكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الثناء على ما يقوم به موقع إسلام ويب، ونحب أن نؤكد أن هذا من جانبنا يفرحنا، ونشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا.

سعدنا لاهتمامك بهذا الخصام الذي يحدث بين شقيقتك وبين الوالدة، نسأل الله أن يعينها على فهم هذه العلاقة، وحق الوالدين عظيم، ونحن ينبغي أن نصبر على آبائنا وأمهاتنا، فهم أولى الناس بنا، وهم سبب وجودنا بعد الله تبارك وتعالى، والإنسان ما ينبغي أن يعامل الوالد أو الوالدة معاملة الزملاء، فلا يجوز أن ترفع صوتها وتصرخ على الوالدة، أو تعاندها، أو تدخل عليها ما يحزنها.

أرجو أن يكون دورك هو النصح لها، والتذكير لها بهذا الواجب، ثم تشجيع الوالدة على الصبر؛ لأن الأمر قد يحتاج إلى وقفات، وهذا التغير الذي حدث في حال الأخت بعد حوزها ونيلها الشهادة، نحتاج معه وقفات، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، وسهل علينا إصلاح الخلل والعطب.

ينبغي أن تحاوروها بهدوء، وأرجو أن يدير الحوار هذا أقرب الناس إليها، الوالد أو الأخ، أو من يستطيع أن يتعامل معها، حتى يعرف ما الذي عندها؛ فإن هذا قد تكون خلفه أزمات أو مشاكل تواجهها، أو صعوبات صحية أو نفسية تعترض طريقها.

قد يكون أيضا السبب في ذلك أنها بحاجة لرقية شرعية، ويتأكد هذا المعنى، ونقترب من الإشارة إلى هذا الجانب؛ إذا ربطنا ذلك بتقصيرها في الصلاة وطاعة الله تعالى، فإن الإنسان إذا ابتعد عن الأذكار والطاعة ؛ فقد الدروع والوقاية التي يحتمي بها.

نسأل الله أن يعينها على السجود لله تبارك وتعالى، وهذا أيضا له أثر بإعادة الطمأنينة والراحة إليها، وما يحصل منها من عناد وبكاء ثم الاعتذار؛ هذا أيضا عنده علاقة بطبيعة هذه المرحلة العمرية التي تمر بها، وهي في نهايتها، فهذه مرحلة تتقلب فيها الفتاة أحيانا عاطفيا، وأرجو أن تقترب منها الوالدة، وتحاورها، وتناقشها، وتستفيد من اللحظات التي تكون فيها هادئة.

ليس معنى هذا أننا نؤيد ما يحصل منها، فهي على خطأ؛ لأن احترام الوالدين هذا من واجبات الشرع، ولكن ينبغي أيضا أن نعرف ما هي الدوافع، ما هي الأسباب التي غيرتها، ونسأل الله أن يعينكم على تجاوز هذه الأزمة داخل الأسرة، ونوصي الجميع بالحرص على طاعة الله تبارك وتعالى، ونسأل الله تعالى أن يؤلف القلوب، وأن يصلح الأحوال، وأن يغفر الزلات والذنوب.

أيضا نكرر مرة أخرى: ضرورة التشجيع المستمر للوالدة، ودعوتها إلى الصبر على هذه الأخت، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات