السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أطرح عليكم سؤالي وأتمنى الرد عليه بشكل مفصل:
الحقيقة هي أنني البارحة أنهيت علاقتي مع إحدى صديقاتي التي كانت تضرني جدا وتؤذيني في ديني ودنياي، وقبل أكثر من سنتين، حدثت مشكلة، وأمرتني أمي أن أبتعد عنها، ولكنني واصلت علاقتي والحديث معها بسبب حبي لها.
طوال السنتين الماضيتين آذتني كثيرا؛ حيث كانت تتأخر في الرد، وكانت ردودها باردة جدا، وكانت هناك الكثير من المشاكل بيننا، وقد حدثت مشكلة أدت إلى انتهاء علاقتنا، ثم بعد شهر عادت، وأرجعتها مرة أخرى؛ ظننت أنها خير لي، ولكنها عادت تؤذيني مرة أخرى، وقد علمت بعد إنهاء علاقتي معها البارحة أنها كانت تمر بظروف صعبة دفعتها للتعامل هكذا، ولكنني لا أعلم ما هي تلك الظروف.
استفساري: هل آثم على تركي لها رغم أنها كانت تؤذيني في ديني ودنياي، بالإضافة إلى أن أمي لم تكن تعلم بعلاقتنا، أي أنها لا تقبل بها؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يرزقك بر الوالدة، واعلمي أن برها مقدم على العلاقة بالصديقة المذكورة، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا شك أن الباب الذي تأتي منه الريح ويأتي منه الأذى ينبغي أن يسد، وإذا كانت الصديقة المذكورة تؤذيك في الدين وفي الدنيا، فليس في الاستمرار معها مصلحة، ولا مانع من إبقاء شعرة العلاقة، لكن ينبغي أن تكون العلاقة في أضيق صورها، وفي حد السلام والسؤال، ومباركة الأعياد، أو نحو ذلك، وإذا كانت الوالدة لا ترضى بهذا أيضا، فهذا أيضا ينبغي أن يقتصر لأضيق حدوده؛ لأن بر الوالدة مقدم، وهي الأعرف بما فيه المصلحة.
ولا بد أن الوالدة أيضا شاهدت أو علمت ما يزعجها، وهذه العلاقة المتذبذبة التي يأتيك منها الأذى لست مطالبة بالاستمرار فيها، والاستقرار عليها، واعلمي أن الصالحات كثر، واقتربي من الوالدة، وابحثي عن صديقة صالحة تذكرك بالله، وتعينك على طاعة الله إن ذكرت.
واعلمي أن الإنسان يتأثر بمن حوله، والفتاة تتأثر بصديقاتها، والصاحب ساحب، وقل لي من تصاحب أقل لك من أنت، واحشري نفسك في زمرة الصالحات، واعلمي أن الإنسان ما أعطي بعد الإيمان بالله أفضل من صديق حسن، وبالنسبة للفتاة صديقة حسنة تذكرها بالله إذا نسيت، وتعينها على طاعة الله إن ذكرت.
وكونها كانت تمر بظروف صعبة أو غير ذلك؛ فهذا ليس مبررا؛ لأن الأذى تكرر حسب ما فهمنا من هذا السؤال، ولكن الذي يهمنا أن الوالدة لم تكن تعلم، وأنها لا ترضى بهذه العلاقة، فقدمي بر الوالدة؛ فإن طاعتها من طاعة الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يرزقك برها، وأن يعينك على مصادقة الصالحات، وأن يرفعك عنده درجات.
والله الموفق.