تحسس في يدي منعني من أعمال المنزل فغضبت أمي، كيف أرضيها؟

0 18

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله من الخيرات الكثير.

مؤخرا أصبت بخلل التعرق في يدي، وهو نوع من الأكزيما، تظهر على الأصابع بعض الحبوب الصغيرة، وتشكل فقاقيع كبيرة مليئة بالماء، وصف لي الطبيب مرهما ودواء، وطلب مني الابتعاد عن العطور والمنظفات.

تفهمت والدتي عدم قدرتي على مشاركتها في غسل المواعين في اليوم الأول، وفي اليوم الثاني بدأت تظهر غضبها، رغم أنني أساعدها بالأعمال المنزلية الأخرى، باستثناء الأعمال التي تتطلب ملامسة المنظفات. طلبت منها أن أساعدها باستخدام القفازات، ولكنها ضحكت مني بسخرية، وكأنها تقول: إن من يريد المساعدة سيساعد حتى دون ارتداء القفازات، وظلت في الآونة الأخيرة تسخر مني لتناولي الطعام بالسكين والشوكة؛ بسبب عدم قدرتي على ملامسة الطعام الساخن بيدي!

أشعر بألم شديد في يدي، ونفسيا أشعر بضيق شديد بسبب سخريتها مني في مرضي، قررت العودة لغسل المواعين على الرغم من أنني لم أشف بعد؛ كوني لم أعد أتحمل نظراتها وغضبها المستمر علي وسخريتها، لكني لا زلت أشعر باستياء كبير وضيق، ولا أستطيع تخطي معاملتها لي بهذا الشكل.

ما الذي أفعله حيال ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله -بحوله وقوته- أن يمن عليك بالشفاء العاجل، ويذهب ما بك من داء.

نتفهم ما تمرين به من استياء، ولكن ينبغي أن تضعي كل شيء في موضعه الصحيح، دون مبالغة أو تضخيم، فقد يكون غضب أمك أو عدم تفهمها ناتجا عن أسباب كثيرة لا تعرفينها، لذلك ننصحك بمجموعة أمور لمواجهة مثل هذه المواقف، وهي:

أولا: المعرفة والتوعية، قد تكون ردة فعل أمك بسبب عدم وعيها بطبيعة هذا المرض، وما يسببه من مضاعفات ومشاكل وآلام، لذلك تحتاجين إلى جلسة هادئة معها وشرح الأمر بتفاصيله لها، مع الاستعانة بالتقارير الطبية والأدوية؛ لإثبات صدق ما تتحدثين عنه.

ثانيا: يمكنك الاستعانة بالطبيب المختص ليتحدث مع والدتك، ويشرح لها عن هذا المرض وما تحتاجينه من الراحة حتى يتم الشفاء.

ثالثا: قد تتحدث أمك معك بعفوية تامة، أو مازحة، ولا تقصد الاستهزاء أو الذم، فقد يكون هذا من شخصيتها العفوية، لذلك من المهم أن تجلسي مع أمك، وتشرحي لها تأثير كلماتها عليك، وأن السخرية من مرضك، أو من حالتك أثناء المرض يؤذي مشاعرك، فإن عجزت عن إخبارها بنفسك، فيمكن أن تخبري من تثقين به وبأخلاقه من أهلك ليتكلم مع والدتك بهذا الأمر، ويشرح لها ما تمرين به.

رابعا: قد يكون غضب الأم بسبب الضغوطات التي تمر بها، كتحمل مسؤولية البيت وحدها، ونحو ذلك من المشاكل التي لا تتحدث عنها، فيمكن أن تجلسي معها جلسة هادئة، وتحاولي معرفة ما تمر به، والتخفيف عنها، والتماس العذر لها.

خامسا: اكسري حالة التوتر التي بينك وبين والدتك بأفعال تدل على الحب والاحتواء، كأن تقدمي لها هدية، أو تثني على جهدها بما تحب أمامها، أو أمام الآخرين، اجعليها تشعر بالامتنان والتقدير منك بما تقدمه لك، فهذا سبب لنشر المودة والحب بينكما وإزالة التوتر.

أختي الفاضلة: لا نظن أن أمك تتعمد أن تسيء إليك أو تجرح مشاعرك، وهي تعلم تأثير ذلك عليك، ثم اعلمي أن للوالدين قدرا ومقاما كبيرا، وبر الوالدين في أعلى مقامات العمل الصالح، ومن المهم جدا أن تكون علاقتك بوالدتك علاقة حب واحترام وتقدير وبر، وعدم جعل بعض التصرفات العابرة البسيطة تفسد هذه العلاقة القوية، التي من المفترض أن تكون مليئة بالإحسان والمودة والترابط، فهذه المواقف -حتى وإن حدث شيء منها- يسهل علاجها بوسائل عدة، فلا تتخذي موقفا سلبيا من أمك، وعليك أن تتحملي أمك، وتنظري إلى جوانب إيجابية أخرى قدمتها في سبيل راحتك، فالمصاحبة بالمعروف واجبة حتى للوالدين الكافرين، فما بالك بهذه الأفعال البسيطة.

أخيرا: يظهر من سؤالك أن لديك شخصية حساسة جدا، حيث تتسم الشخصية الحساسة بتحويل الأشياء الرمزية البسيطة، إلى معان تتخذ نحوها مواقف وردود أفعال مختلفة، الشخصية الحساسة شخصية في الغالب مبدعة ومتفوقة، وتميل للخيال الواسع، وتبدع في الكتابة والتعبير، ولكنها تتعب كثيرا في ردود الفعل عند تعاملها مع الآخرين، وهذا يظهر بوضوح في تضخيم نظرات أمك لك، ومن بعض العبارات التي قد تنظرين إليها على أنها سخرية، فتحملينها أكثر مما تحتمل، وهذا يعود عليك سلبا بعدم الاستقرار النفسي.

وجهي هذه الشخصية في مسارها الإبداعي حتى تثمر الكثير من الخير لك.

وفقك الله للخير وأعانك.

مواد ذات صلة

الاستشارات