السؤال
السلام عليكم .
أنا أم لخمسة أطفال، وعمري 36 سنة ونصف، وأريد أن أدرس في كلية التمريض، ولكن زوجي يرفض الدراسة والعمل في التمريض، بينما أريد أن أكمل دراستي، لأني دخلت كلية ولم أوفق في إكمال دراستي، وتركتها، وبعد الزواج دخلت كلية أخرى، وأكملت دراستي، ولكني لم أجد وظيفة.
أنا أحب العمل والدراسة، فماذا أفعل مع زوجي؟ وكيف أوفق بين الدراسة والبيت؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رباب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، وأرجو أن تدركي أن الوفاق الزوجي أعلى وأغلى من وظائف الدنيا، وتذكري أن هؤلاء الخمسة بحاجة إلى أم تجتهد في رعايتهم، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
واعلمي أنه يجوز للمرأة أن تعمل -بإذن زوجها-، ولكن العمل لا بد أن يكون مناسبا، ولا بد أن تكوني فعلا بحاجة إلى العمل، وألا يترتب على العمل ضياع الأطفال، والتقصير في حق الزوج، ولا بد أن يكون مكان العمل مرضيا من الناحية الشرعية، وأن يكون مرضيا بالنسبة للزوج، ولعل من الرجال من ينزعج لهذه المهنة المذكورة وهي التمريض؛ لكونها متعبة، ولما بها من اختلاط النساء بالرجال، ولكونها تتطلب وجود المرأة في أوقات مختلفة، بحكم الدوامات مختلفة، أو نحو ذلك.
لذلك نتمنى أولا: أن يكون هناك اتفاق على مثل هذه الأمور، وإذا أصر الزوج على رفض عمل معين، أو مكان معين؛ فأرجو أن تستجيبي لطلبه؛ لأن الرجل لا يرفض شيئا إلا وعنده خلفية عن هذا الأمر، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
ونتمنى أن تجدي وظيفة يرضاها الزوج، ووظيفة أيضا لا تعارض أدوارك كأم لهؤلاء الخمسة، وكزوجة لهذا الزوج، ونحن سعدنا أنك تسألين عن التوفيق بين الدراسة والبيت، فكذلك أيضا سيكون هناك إشكال في التوفيق بين البيت والعمل، فنسأل الله أن يعينك على تجاوز هذه الصعاب، وأعتقد أن النجاح سيكون في التشاور والاتفاق مع الزوج بمنتهى الهدوء، وأرجو أن تؤمني مخاوفه؛ فهو يرفض العمل لأجل أطفاله، ولأجل مكان العمل، ولأجل التعب عليك، وربما يرى أنك لست بحاجة إلى العمل، إذا كان هو يوفر احتياجات الأسرة الأساسية.
نسأل الله أن يعينكم على الخير، ونعتقد أن هذه الأمور الحل فيها والصواب هو ما اتفق عليه الزوج مع زوجته، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.