هل أوافق بالخاطب المتدين الخلوق، ولكنه أكبر مني بكثير؟

0 23

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، أبلغ من العمر 21 عاما، تعرفت إلى شخص عمره 40 عاما، مطلق، وليس لديه أولاد، وسبب الطلاق كان من المرأة وليس منه، وقد أحببته كثيرا، وكانت أخلاقه عالية، وهو حافظ لكتاب الله، وله سمعة جيدة في القرية التي يسكن بها، وشعرت أننا متوافقان في أفكارنا، ورأيت فيه الأب، والأخ، والزوج الصالح، ولكنني أخاف أن يؤثر فارق السن على تفكيرنا وحياتنا بالمستقبل، وأخاف أن يعترض أهلي بسبب ذلك، وأنه سبق له الزواج.

هل أنا مخطئة باختياري لشخص أكبر مني بكثير؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

العمر ليس العامل الوحيد الذي يحدد نجاح العلاقة، بل التفاهم، والاحترام المتبادل، والقيم المشتركة تلعب دورا كبيرا، وقد تزوج النبي ﷺ ممن تكبره، وممن يكبرها لبيان الجواز.

من الجيد أنك وجدت في هذا الشخص صفات جيدة مثل: الأخلاق العالية، وحفظه لكتاب الله. ومع ذلك، هناك بعض النقاط التي يجب عليك التفكير فيها بجدية:

- قد يؤدي الفارق الكبير في العمر إلى اختلافات في الرؤى والتطلعات؛ فيجب أن تتأكدي من أنكما على نفس المسار في ما يتعلق بالأهداف المستقبلية والأولويات.

- زواجه السابق قد يكون له تأثير على توقعاته من العلاقة الجديدة، ويجب أن تكوني واضحة معه بشأن مخاوفك وتوقعاتك.

- من المهم أن تكوني على دراية بتوقعات عائلتك، وردود أفعالهم، ويمكن أن يساعدك النقاش المفتوح والصريح معهم، في توضيح وجهة نظرك وفهم مخاوفهم.

- في بعض المجتمعات قد تكون هناك ضغوط اجتماعية بسبب فارق العمر، لذا عليك أن تكوني مستعدة لمواجهة هذه الضغوط.

- من الناحية الدينية: لا يوجد حرج في الزواج من شخص أكبر منك إذا كان يتمتع بالأخلاق والدين، لكن نبينا -صلى الله عليه وسلم- أوصى بالتوافق والاختيار الجيد للزوج والزوجة، حيث قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" (رواه البخاري ومسلم)، وهذا ينطبق على الرجل أيضا في اختيار الزوجة، كما قال أيضا: (إذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه). وهذا ينطبق عليها كذلك.

نصيحتي لك:
1. قومي بأداء صلاة الاستخارة، واسألي الله الهداية.
2. تحدثي معه بصراحة عن مخاوفك وتوقعاتك.
3. حاولي فتح نقاش مع أهلك؛ لفهم مخاوفهم، ومشاركتهم رؤيتك.

في النهاية: القرار يعتمد على مدى توافقكما وقدرتكما على مواجهة التحديات معا، وإذا شعرت بالراحة والاطمئنان بعد التفكير والاستشارة، فاستمري، وتوكلي على الله.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات