حائر بين البقاء في وظيفتي أو البحث عن غيرها.. أرشدوني

0 9

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود في البداية أن أشكركم على كل ما تقدمونه من نصائح وخير لنا، جعلها الله في ميزان حسناتكم.

تقدمت للمرة الثانية على التوالي للحصول على منحة دراسية في جامعات الصين، على الرغم من أنني موظف في الدولة، وعمري 42 سنة، وفي كل مرة أتقدم بها لا أحظى بالقبول، وكنت أدعو الله بالتيسير إن كان فيها خير لي ولأولادي، وكان زملائي بكل بساطة يحصلون على القبول.

وأنا الآن في حيرة بين أمرين: البقاء بوظيفتي، أو الانتقال إلى محافظتي لوظيفة أخرى، ولم أعد قادرا على اتخاذ القرار الصائب لي ولعائلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راغب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في استشارات إسلام ويب.

اعلم -وفقك الله- أن اتخاذ القرار الأقرب للصواب يحتاج لدراسة وتأن، خصوصا عند تعارض الكثير من الأمور، مما يسبب الدخول في حيرة وتشتت، لذلك ننصحك أن تراعي الأمور التالية عند محاولة اتخاذ القرار:

أولا: الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات، يمكن أن توازن بين الإيجابيات والسلبيات بين وظيفتك الأولى والوظيفة الثانية من جوانب كثيرة، منها: الأمان الوظيفي، العائد المالي، الاستقرار النفسي والعائلي، كذلك ملائمة الوظيفة لتطلعاتك، وأهدافك، وإبداعاتك، واهتماماتك.

ثانيا: سؤال أهل الخبرة والاختصاص والتجربة، ممن مر بتجربة هذه الوظيفة ومارسها، وعرف الإيجابيات والسلبيات فيها.

ثالثا: المهارات والمؤهلات التي تجعلك تبدع وتتقن، ومن ثم تحب هذه الوظيفة، حتى لا تشعر بالنقص والعجز مع الوقت.

رابعا: الاستخارة والتضرع لله تعالى أن يختار لك الخير وييسره لك ويسوقه لك أينما كنت.

أخيرا: من سنن الله تعالى أن أعمال الدنيا ومعاشها ترتبط بشروط وقواعد وأسباب، ومن يحقق هذه الشروط والضوابط يصل إلى ما يريد -بإذن الله-، فلا يكفي مجرد الدعاء دون أن يجتهد الإنسان قدر استطاعته ووسعه في تحقيق الأسباب، وأنت في الحقيقة عندما تستخير الله تلجأ إلى علمه وقدرته المطلقة، وتظهر ضعفك وعجزك عن إدراك الخير لنفسك، فما اختاره الله لك هو الخير بلا شك، فعليك الرضا بما اختاره لك، والثقة أن عاقبته خير لك حتى لا يصيبك الحزن والألم، فكم من عمل ظاهره خير كانت عاقبته شر، يقول تعالى: (وعسىٰ أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ۖ وعسىٰ أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ۗ والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

وفقك الله ويسر أمرك.

مواد ذات صلة

الاستشارات