أعاني من الاكتئاب والضيق بسبب العمل وعدم مناسبته للتخصص.

0 321

السؤال

السلام عليكم..

أنا خريج هندسة كهرباء اتصالات – دفعة 2003، ومنذ تخرجي وأنا أبحث عن عمل هنا وهناك في تخصصي أو ما يناسبني، حتى جاءني فقر في الدم، ونقل لي دم مرتين، فقررت العمل في أي شيء حتى لا أكون عالة على أحد، لكن هنا المشكلة، حيث أجد من أعمل معهم يضايقوني ويهينوا كرامتي، أمهندس ويعمل بوظيفة عامل! وهذا يسبب لي حالة نفسية شديدة.

لذلك فضلت أن أتفرغ للبحث عن عمل يناسبني، لكن حتى الآن لم أجد أي وظيفة، وهذا ما سبب لي اكتئابا، لكنني -والحمد لله- راض بقضاء الله.

أي أصبحت بين قوسين يا أستاذي: لا هذا نافع ولا هذا أيضا: فهل لديكم نصيحة تقدمونها لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ شةق حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكما تعرف أننا نعيش الآن في مجتمع يقيم الناس فيه بالطريقة الخطأ، وكثيرا من أصحاب المهن الشريفة والمهن الكريمة والذين يودون أن يعيشو حياة قائمة على الرزق الحلال يكونون عرضة للتهكم من الآخرين والاحتقار منهم.

أخي: لابد أن تفهم هذه النقطة، ولكن الإنسان الذي يعرف قدر نفسه لا يهتم بما يقال، فالأنبياء كانوا منهم من رعى الغنم، وكان منهم من اشتغل بالحديد، وكلهم عاش بعرق جبينه وإنتاج يده، فهل نحن أفضل منهم يا أخي؟ بالطبع لا.. وهذه هي سنة الله في الناس، هذا يرزق من هذا الباب، وذاك يرزق من عمل آخر.

الذي أوده أن تعرف قدر نفسك، وأن تعرف إمكانياتك، وأن تعرف أن تقييم الآخرين قائم على المظاهر.. حقيقة كنت أود ألا تفقد الوظيفة، وأن تستمر عليها، وتثبت أنك تبحث عن الرزق الحلال حتى يهيئ الله لك وظيفة أخرى تناسب تخصصك.. أنا لا أقول لك إنك يجب أن تقلل من قيمتك أو أن تحقر من مقدراتك، لا أدعوك لذلك أبدا! والإنسان دائما يبحث عن المكان الذي يلائمه والذي يناسبه، ولكن العمل -أيا كان هذا العمل- هو شرف للإنسان وهو قيمة للرجل، وهو علامة من علامات الرجولة الصادقة في نظري.

الذي أرجوه ألا تهتم مطلقا لما قالوا.. أبدا، واستمر في بحثك عن العمل، وتأكد أنك بالصبر والمثابرة سوف تجد العمل الذي يناسبك، ولا شك أنه لكل أجل كتاب، في هذا الوقت أبحث واطلع في الصحف واذهب إلى المعاينات، ولا تتضايق مطلقا إذا فشلت في هذه الوظيفة أو في تلك أو لم تجد فرصة، فسوف تجدها إن شاء الله.

أنا أعرف زملاء أطباء لي لم يجدوا عملا لسنوات وبعد أن صبروا ورفعوا مؤهلاتهم قيض الله لهم العمل، وهكذا نجد في كل قطاع، سمعنا بالمعلم الذي يعمل في وظيفة بسيطة، وسمعنا بالمهندس الذي يعمل في وظيفة بسيطة لا تناسبه، وهكذا.. نحن أصبحنا في زمان تقاس فيه الأمور بصورة مختلفة تماما.

الذي أرجوه منك هو أن تعيد ثقتك بنفسك وألا تلتفت لما يقوله هؤلاء، فقط التفت لمقدراتك وابحث عن العمل، وسوف تجد إن شاء الله ما يناسبك، واعرف أن العمل -أيا كان- ما دام عملا شريفا وحلالا فهو شرف الرجل وقيمته.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات