تسيطر عليّ فكرة عدم نجاحي في الامتحانات.. ساعدوني

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في الثانوية العامة، دائما أفكر في أني من الممكن ألا أحصل على المجموع الذي أرغب فيه، بعد كل ما أبذله من جهد طوال السنة! مع أني ذاكرت واجتهدت طوال السنة، والامتحانات قد اقتربت، ولا أعرف كيف أخرج هذه الأفكار من رأسي!

كنت قد قرأت أن الأقدار تحصل عندما يتلفظ الشخص بها، وأخاف من أن يكون هذا هو قدري بالفعل! أحتاج إلى ما يطمئنني، وكيف أخرج هذه الأفكار من رأسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حبيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نتفهم تماما مخاوفك وقلقك بشأن الامتحانات والنتائج، من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالقلق في مثل هذه الأوقات المهمة، ولكن تذكري أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

إليك بعض النصائح التي قد تساعدك على التغلب على هذه الأفكار السلبية:

- ابدئي بالتوكل على الله، وتذكري قول الله تعالى في سورة الطلاق: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا"، التوكل على الله والثقة بأن ما كتبه لك سيكون هو الخير؛ يساعد على تهدئة النفس والاطمئنان.

- أكثري من الاستغفار والدعاء بأن يوفقك الله في امتحاناتك، وأن يرزقك النجاح والتوفيق، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب"، وفي قاعة الامتحان يمكنك الاستعانة بهذا الدعاء: اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن سهلا. الالتزام بالدعاء والاستغفار يساهم في تهدئة النفس والشعور بالسكينة، تذكري قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما أصاب عبدا هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا".

- حاولي تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية، ذكري نفسك بالجهود التي بذلتها، وبأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

- اجعلي لنفسك جدولا دراسيا متوازنا وتابعيه بانتظام، مع تخصيص وقت للراحة والاسترخاء.

- قومي ببعض التمارين التي تساعدك على التركيز والاسترخاء، مثل التنفس العميق.

- حاولي التحدث إلى نفسك بإيجابية، قولي لنفسك: "أنا قادرة على النجاح -بإذن الله-"، و"لقد بذلت جهدي، وسأحصل على النتائج المرجوة -بإذن الله-".

- استعيني بالصلاة، فالصلاة هي راحة القلب، قال الله تعالى في سورة البقرة: "يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين".

- تأكدي من أخذ فترات راحة قصيرة بين جلسات الدراسة، يمكن أن تكون هذه الفترات فرصة للمشي، أو الاسترخاء، أو ممارسة تمارين التنفس.

- احرصي على الحصول على قدر كاف من النوم، النوم الجيد يعزز الذاكرة والتركيز، ويقلل من التوتر.

- حاولي تناول وجبات متوازنة تحتوي على البروتينات والفيتامينات والمعادن، تجنبي الأطعمة الدسمة، والمشروبات الغازية، والكافيين بكميات كبيرة.

- شرب الماء بكميات كافية يساعد في الحفاظ على نشاط الدماغ وتركيزه.

- التمارين الرياضية تساهم في تحسين المزاج وتخفيف القلق، يمكنك القيام ببعض التمارين البسيطة في المنزل، أو المشي في الهواء الطلق.

تذكري أن الخوف والقلق لن يغيرا من نتيجة الامتحان، ولكن الاستعداد الجيد والتوكل على الله سيجعلك تشعرين بالراحة والاطمئنان، وتذكري أن الامتحانات ليست نهاية العالم، وأن الأهم هو بذل الجهد والتوكل على الله.

كما نرجو أن تعلمي أن الأقدار لا تحصل بمجرد التلفظ بها، وإنما ببذل الأسباب الشرعية التي أمرنا الله بها، فمن أراد أن يشبع جوعه فعليه أن يأكل، ومن أراد أن يشفى من المرض فعليه أن يتداوى، ومن أراد الأطفال فعليه أن يتزوج، وهكذا ربط الله تعالى الأسباب بمسبباتها، وكل شيء بقدر من عند الله تعالى، فلا داعي للقلق من موضوع التلفظ، وإنما يمكن أن يقال بأن الشرع ندب إلى التفاؤل، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب الفأل الحسن.

أسأل الله لك التوفيق والنجاح في امتحاناتك، وأن يرزقك من حيث لا تحتسبين.

مواد ذات صلة

الاستشارات