أشعر بالعجز حتى في إنجاز الأمور البسيطة، فماذا أفعل؟

0 7

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من توتر دائم، أصبح كأنه عادة لي، حتى وأنا أعالج أبسط الأمور، فعندما أشرع في أمر ما عقلي يقول لي: إن الأمر سهل ويسير، ولكني لاإراديا تنتابني مشاعر التوتر والخوف الشديد.

دائما أشعر بحاجة إلى بلع لعابي باستمرار؛ لأني مشدود الأعصاب، ولا أستطيع الاسترخاء، وأبسط الأمور بالنسبة للناس من حولي أجدها صعبة ومعقدة.

لدي أفكار كثيرة مسيطرة علي بالرغم من سخافتها! وأشكو من انتفاخ دائم، وتقلصات في بطني أظنها مرتبطة بحالتي النفسية؛ لأنها تزيد بزيادة القلق، وتقل مع محاولة الاسترخاء قليلا.

أشعر أنني لا يمكنني أن أنجز، أو أنجح في أي شيء على الرغم من علمي بأن المطلوب مني هو السعي فقط.

إذا تكرمتكم لو كان هناك دواء نفسي مناسب لي فأرشدوني إليه؛ لأني حاولت التعافي من حالتي كثيرا ولم أستطع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الظاهرة التي تعاني منها -وهي ليست ظاهرة مرضية- تشير إلى أن شخصيتك تحمل سمات القلق الزائد نسبيا، أو ما يسمى بالقلق العائم، وهذه الظاهرة معروفة لدى بعض الناس، وعكسها تماما أن بعض الناس يستسهلون الأمور تماما، ولا يصابون بأي نوع من القلق حتى في مواجهة الأمور الكبيرة.

طبعا كلاهما يمثل عائقا نفسيا؛ فإذا كان القلق جزءا من الشخصية، أو إذا انعدم القلق من الشخصية كلاهما ظواهر سلبية، والشيء السليم هو أن تكون مشاعر القلق مشاعر وسطية؛ لكن في حالتك هذه -أي وجود قلق في الشخصية- يمكن علاج هذه الحالة.

أولا: يجب أن تحسن إدارة الوقت هذا مهم جدا، يجب أن تضع برامج يومية لإنجاز ما تريد إنجازه، وتخصص له وقتا، هذا مهم جدا. ويجب أن تتجنب السهر، وتحرص على النوم المبكر هذا مهم جدا، ويجب أن تقلل من مستوى تناول الكافيين، والذي طبعا يوجد في الشاي، والقهوة، والبيبسي والكولا.

تطبيق تمارين الاسترخاء بكثافة أيضا مطلوب جدا في حالتك، وهذه التمارين يمكن أن يدربك عليها أحد المختصين في الصحة النفسية، خاصة من الأخصائيين النفسيين، أو يمكن أن ترجع لاستشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015)، أو يمكنك أن تستعين بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، والتي توضح بالتفصيل كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، اعتبرها شيئا مهما جدا بالنسبة لك، وستفيدك كثيرا.

أخي: أيضا لا بد أن تكون لديك أوقات تخصصها للاستجمام وللراحة، وللترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل.

الأمر الآخر: تعلم الأناة من خلال الخشوع في الصلاة، الخشوع في الصلاة -أخي الكريم- يعلم الإنسان الأناة، يعلمه كيف يتحكم في قلقه فهذا مجرب، هذه هي الإرشادات الضرورية المهمة.

أما بالنسبة للدواء: فتوجد أدوية كثيرة جدا تساعد في علاج هذه الحالة، مثلا: في بلدكم يوجد دواء (موتيفال) دواء ممتاز جدا، وزهيد القيمة المالية، يمكن أن تتناوله بجرعة حبة ليلا لمدة أسبوع، ثم تجعلها حبة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم تجعلها حبة مساء لمدة شهرين آخرين، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

دواء بسيط وفاعل وغير إدماني، وتوجد أدوية أخرى كثيرة مثل: عقار (دوجماتيل) والذي يسمى علميا (سولبيريد)؛ لأن كل مضادات الاكتئاب تقريبا حين تستعمل بجرعات صغيرة تساهم في علاج مثل حالتك هذه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات