السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة مخطوبة منذ سنة، والد خاطبي كان مريضا بالسرطان لمدة سنتين، وتوفي السنة الماضية بعد خطبتنا، وترك خمسة أولاد، خاطبي هو الأصغر بينهم.
قال لي: من العادات أنه هو الذي يعيش مع أمه بعد وفاة والده، رغم وجود أخ أكبر منه غير متزوج في البيت، ويعيش معهم لكن لديه مسكنه الخاص، وصارحته منذ البداية أني لا أقبل فكرة العيش في بيت العائلة.
لا يمكنني تقبل فكرة العيش مع والدته، واستخرت كثيرا، وحاولت إقناع نفسي لكن دون جدوى، لا أرى الخير في هذا الأمر، بل أراه سببا للعديد من المشاكل، وأفكر جديا في إنهاء خطبتنا.
أريد معرفة رأيكم في موقفي، مع العلم: أن أمه لم ترغمه على السكن معها، وقالت له: إذا مخطوبتك ترغب بالسكن لوحدها فلا بأس.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إكرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب.
اتخاذ القرار في هذه المواقف يحتاج إلى تأن، وحكمة، وفهم عميق، فمن حقك أن يكون لك مسكن مستقل، وما دام أنك صارحت خاطبك بهذا الطلب منذ البداية فلا بد أن يسعى لتحقيقه؛ خصوصا أن أمه موافقة على ذلك، وفي المقابل لا بد من مراعاة أمور كثيرة؛ كوضع الزوج في المستقبل، وحالته المادية، وأيضا حاجته لبر أهله، وأمه من ناحية أخرى.
افتراض أن مجرد العيش مع أهل الزوج سبب للمشاكل هو نوع من التشاؤم، ولكنه قد يكون سببا لضعف الخصوصية الضرورية للزوجين بعد الزواج، وأيضا بعد فترة من الزواج وإنجاب الأطفال.
لذلك ننصحك: أن تشرحي مخاوفك لهذا الخاطب بشكل واضح، وتتعرفي على المعوقات التي تمنع استقلالكم ببيت خاص، وهل يمكن تجاوز هذه المعوقات، أو الاتفاق على حلول وسط تضمن لكل طرف ما يريد؟
أيضا هل الموضوع مجرد وضع مؤقت، ويحتاج إلى تضحية وصبر، أم وضع دائم؟ فقد تكون مخاوفك مجرد وهم سببه تجارب الآخرين السلبية، وقد تكون عائلة خاطبك عائلة مترابطة، ومتفهمة لحاجاتكم، وخصوصياتك.
لذلك عدم تصورك للعيش داخل هذه الأسرة يحتاج للنظر في أكثر من جانب ذكرناه لك، ودراسة الموضوع، وإيجابياته، وسلبياته قبل القرار بإنهاء الخطوبة.
وعليك بالاستخارة، والدعاء؛ فالاستخارة تكون عند الحيرة بين أمرين، فقد يكون الخير فيما لا ترغبين، والله يقول: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.