السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 26 سنة، تزوجت منذ سنة ونصف من قريبتي، وهي ذات خلق ودين وعلم، ولكنها متوسطة الجمال، وتم الزواج بعد مرور 8 أشهر من الخطبة، وكانت الحياة جميلة وبلا مشاكل.
ومع مرور الوقت -وبسبب الخلافات العائلية- بدأت أحس أني لا أميل إليها، ولا أريد التحدث معها في أي شيء من أمور الحياة، وأني لا أحبها، وأتعامل معها فقط لأرضيها، وحتى أشعرها بعدم النقص؛ لأني أشفق عليها، فهي تهتم بي، وتعاملني بعاطفة، وتتمنى رضاي.
علما أن زوجتي امرأة طيبة ونظيفة في بيتها، ولكني في كل نقاش أشعر بعدم الرغبة في الحديث معها، وأغضب منها وتبدأ الخلافات بيننا، فأشعر بالنفور، ولا أطيق حياتي معها، أرغب في الانفصال؛ ولكن خوفا من ظلمها، وقطع صلة الرحم بيننا أتراجع عن قراري، وبعد الشجار تجلس وتبكي وحدها ليلا عندما أنام؛ لأني لا أعيرها أي اهتمام، ولا يوجد بيننا أولاد، ولا أتخيل حياتي مع الأولاد، فأنا لا أحبها، فماذا أفعل؟
علما أنها تحبني جدا ولا تريد الطلاق، فلو حدثتها في الأمر، أخشى أن تنهار بسبب ذلك، وأفكر في الزواج من امرأة ذات جمال وخلق ودين؛ لأنها ليست بالجمال الذي أريده، وأجد في نفسي حرجا من ذلك مخافة الله، أفيدوني ماذا أفعل؟ فأنا غير مستمتع في حياتي، ولا أريد أن أظلمها معي في المستقبل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال.
لا شك أن المواصفات المذكورة عن هذه الزوجة عالية وغالية، وإنصافها مطلوب، فتعوذ بالله من شيطان همه أن يخرب البيوت، واعلم أن الحب من الرحمن، وأن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكما ما أحل الله لكما، هذه كلمات ابن مسعود لمن قال له: إني تزوجت امرأة وإني أخشى أن أبغضها، فعظني! فلذلك احرص على أن تطيع الله تبارك وتعالى، وأحسن إلى هذه الزوجة، واعلم أنه لا ذنب لها في الخلافات، وإذا كانت الزوجة تحسن المعاملة، وتجتهد في إرضائك، وهي نظيفة في بيتها، مرتبة، وتهتم بحياتها، وتهتم بك، فلا عذر لك إن قصرت في الوفاء لها، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
تعوذ بالله من الشيطان، وأرجو أن تحرص دائما على أن تنمي الأشياء الجميلة بينكما، وأن تتذكر ما فيها من إيجابيات، وإذا ذكرك الشيطان ببعض السلبيات، فاعلم أننا بشر والنقص يطاردنا رجالا ونساء، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة، نسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أن تكون وفيا لهذه الزوجة التي ذكرت صفاتها، ولا تتركها حزينة -كما أشرت- ليلا وأنت نائم غافل عن حقها. والإنسان لا يرضى لبنات الناس ما لا يرضاه لأخواته، ولعماته، ولخالاته، ونذكرك بأن الحياة الزوجية عبادة لرب البرية، وأن الذي يحسن من الزوجين يجازيه الله، وأن الذي يقصر يسأله الله، وعمر الزواج بينكما أشهر، فتحتاج إلى صبر وطول بال حتى يتمكن الحب بينكما، فما زلتما لا تعرفان بعضكما لهذه الفترة القصيرة من الزواج.
فنسأل الله أن يعينك على الوفاء لهذه الزوجة، والقيام بحقها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينها على تفهم احتياجاتك والوفاء لها، ونوصيكما بكثرة الدعاء، قراءة أذكار الصباح والمساء، ولا مانع من قراءة الرقية الشرعية، ونسأل الله أن يلهمكما السداد والرشاد، وأن يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب، ونشكر لك خوفك من ظلمها، نبين لك أن الأمر بيدك، وأنت -والحمد لله- واضح أمامك الحق والخير والصواب، فقم بما عليك، واحتسب الأجر من الله، ونسأل الله لنا ولكما الثبات والهداية.
والله الموفق.