السؤال
السلام عليكم
أنا طالب في آخر فصل دراسي جامعي، عمري 27 سنة، أعجبت بفتاة قريبة لنا، وأبلغت أمي وذهبنا لخطبتها، وتمت الخطبة وكنت سعيدا جدا، فجأة بدأت الوساوس تظهر علي بحكم أني أكبر منها بعامين فقط، وبدأت أنظر إلى أصدقائي وهم يخطبون فتيات أصغر منهم بخمس وعشر سنوات، خاصة أني مرغوب من البنات نظرا لأني متفوق دراسيا وصاحب أخلاق وعائلة طيبة.
أحسست أني تسرعت! رغم أن الفتاة صاحبة أخلاق طيبة جدا، وجميلة، ولم يسبق لها أن كلمت ذكرا من قبل، فهل أستمر في الخطبة، أم أفسخ؟
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال.
نحن ندعوك إلى المحافظة على هذه الفتاة التي ذكرت فيها هذه الصفات الرائعة، فهي صاحبة دين، وصاحبة جمال، وصاحبة أخلاق، وعفيفة، لم تكلم قبلك رجالا، وكذلك أيضا الأسرة موافقة عليها، وتقدمت لخطبتها، وكنت سعيدا، فالبداية الصحيحة هذه والجميلة هي التي ينبغي أن تبني عليها، واعلم أن ما يطرأ بعد ذلك من وساوس هي من الشيطان الذي لا يريد لنا الخير، والأمر كما قال ابن مسعود: (إن الحب من الرحمن، وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم).
وإذا كنت أكبر منها بسنتين، وحتى مثلها في السن، أو حتى هي أكبر منك؛ فلا إشكال في ذلك، فالحب لا يعرف فوارق العمر، والنبي -صلى الله عله وسلم- تزوج خديجة وهي تكبره في سنوات عمرها، ومع ذلك قال: "فإني رزقت حبها"، وعاش معها أجمل حياة يمكن أن يتصورها إنسان، عليه صلاة الله وسلامه.
ولذلك أرجو أن تطرد هذه الوساوس، ولا تقارن نفسك مع الآخرين، واعلم أن الإنسان قد يتزوج صغيرة لكنه لا يرزق هذا الحب، ولا يجد هذا التوفيق، ولا يجد هذا النضج، ولا يجد هذه الصفات التي وجدتها في الفتاة المذكورة.
ولذلك ننصحك بإكمال المشوار، ونحب أن نؤكد لك أن الإنسان ما ينبغي أن يفعل في بنات الناس ما لا يرضاه لأخواته أو لعماته أو لخالاته، وأنت في مقام أبنائنا، وهي في مقام بناتنا، ونحن لا نريد لكم إلا الخير، فأكمل هذا المشوار، وشكرا لك على هذه البدايات الصحيحة؛ لأنك بلغت الأم، ذهبتم إلى خطبتها، وجئتم البيوت من أبوابها، والفتاة مع ذلك بهذه الصفات الجميلة، هي أيضا لها صلة قرابة بكم، فحافظ على هذه الصلة.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدك معها، وأن يجعلها عونا لك على الطاعة، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.