اضطرابات في النوم وكوابيس مستمرة.. ما العلاج؟

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم على موقعكم الرائع، وجزاكم الله خيرا.

كنت أعاني من الأرق وكثرة الكوابيس، وأستيقظ من النوم كثيرا، وعادة أستيقظ بسماع صوت في الغرفة، لذلك تركت النوم في الغرفة لفترة، وواظبت على قراءة سورة البقرة يوميا، تنام أختاي في الغرفة بدون أي مشاكل، لكن عندما أذهب للنوم فيها لا أستطيع، وأحيانا أحس بوجود شخص قرب السرير، رغم أني أقرأ أذكاري، وأرقي نفسي، وأشغل القرآن، وحتى عندما غيرت مكان نومي كان يأتيني جاثوم من فترة لأخرى عندما أغفو بدون التحصين.

بعد عدة أشهر عدت للنوم في غرفتي، واستطعت النوم جيدا، لكن مشكلة الجاثوم مستمرة، وأحيانا أحس كأنني أقبض عليه بيدي بشدة، وأحس أن شخصا يمسكني بأظافره، وأسمع همسا.

آخر مرة قمت بالتحصين مرتين، وتشغيل سورة طه، وسورة البقرة، ومحاولة النوم، لكن استمرت الكوابيس لمدة ساعتين حتى شعرت بشخص يغرز أظافره في جسدي، ويهمس باسمي، واستيقظت وكانت سورة البقرة لم تنته بعد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات إسلام ويب.
هنالك ظواهر كثيرة قد تتخلل النوم، منها مثلا: الكلام في أثناء النوم، الجاثوم، المشي في أثناء النوم، الفزع والهرع النومي، كل هذه من الاضطرابات التي قد تواجه بعض الناس.

أيتها الفاضلة الكريمة: اضطرابات النوم كثيرا ما تكون أيضا مرتبطة بالإجهاد النفسي، وبالقلق النفسي الداخلي، وبالتعب الجسدي، وأيضا قد تكون مرتبطة بأشياء، كتناول الطعام الدسم في وقت متأخر من الليل، وكالإكثار من شرب الشاي والقهوة في فترات المساء، والنوم النهاري الكثير، هذه كلها أشياء غير صحية، قد تؤدي إلى اضطراب النوم من النوع الذي تحدثت عنه.

أيتها الفاضلة الكريمة: ظواهر الإحساس بالأصوات، أو أن شخصا بالغرفة، هذا نوع من الهلوسات الكاذبة، نشاهدها كثيرا لدى الذين لديهم قلق نفسي، أو لديهم مخاوف، أو الأشخاص الذين يقعون تحت تأثير الإيحاء، بمعنى أنهم قد يسمعون قصصا من هنا وهناك حول هذه الظواهر الغريبة والعجيبة، ومن ثم يحدث عليهم التأثير الذاتي، وتظهر هذه الظواهر والأنشطة الغريبة في شكل ما نحب أن نسميه بالهلوسات الكاذبة.

فإذا يجب أن يتم تجاهلها تماما، وأنصحك بأن تحسني صحتك النومية، وتساعدي نفسك من أجل اختفاء هذه الظواهر بتجنب النوم النهاري، وتجنب السهر، وتثبيت وقت النوم ليلا، وتناول طعام العشاء في وقت مبكر جدا، وأن تكون وجبة العشاء خفيفة، لا تتناولي الكافيين في فترات المساء، وطبعا الكافيين -كما تعرفين- موجود في الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة، كل هذه تحتوي على كميات من الكافيين، فتجنبه أفضل.

كما أنه من الضروري أن تركزي على تمارين الاسترخاء صباحا ومساء، للتدرب على تمارين الاسترخاء أرجو أن تستعيني بأحد المواقع المتخصصة في تمارين الاسترخاء على اليوتيوب.

وطبعا الحرص على الأذكار من الأشياء الضرورية والمهمة جدا، والإنسان قبل النوم يجب أن يكون في حالة استرخاء جسدي واسترخاء ذهني، لا تشغلي نفسك أبدا إلا بما هو طيب وجميل، اقرئي أذكارك، اقرئي سورة الملك، طبقي تمارين التنفس المتدرجة قبل النوم، وكما ذكرنا لك يجب أن تتجنبي تناول أي أطعمة في وقت متأخر من الليل.

هذه هي الإرشادات الرئيسية التي أود أن أنصحك بها، و-إن شاء الله تعالى- هي سوف تكون ذات فعالية كبيرة جدا بالنسبة لك.

في بعض الأحيان ننصح الناس بتناول دواء بسيط جدا يعرف باسم (تربتزول) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (إيميتربتالين)، تناوليه بجرعة عشرة مليجرامات ليلا قد يكون مفيدا جدا، وفي بعض الأحيان إذا لم يستفد الإنسان من جرعة العشرة مليجرامات يمكن أن ترفع الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراما ليلا، مثلا، يمكن أن تجربي العشرة مليجرامات ليلا لمدة أسبوعين، وإن وجدت منها فائدة فاستمري عليها لمدة شهر آخر، وإن لم تجدي منها فائدة فارفعي الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراما، وهذه قطعا سوف تكون مفيدة، استمري عليها لمدة شهرين، ثم اجعليها عشرة مليجرامات ليلا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

وتوجد أدوية أخرى كثيرة، كلها -إن شاء الله- مفيدة، لكن التربتزول أعتقد أنه سيكون جيدا جدا في حالتك، وتطبيق ما ذكرته لك من إرشاد سلوكي أراه مهما، و-إن شاء الله تعالى- سوف يساعدك كثيرا للقضاء على موضوع الجاثوم، وكل الظواهر التي تسبب لك القلق والتوتر، وعموما هذه الظواهر بصفة عامة تختفي مع العمر تلقائيا، لكن تطبيق ما ذكرته لك -إن شاء الله تعالى- يعجل باختفائها.

وحول مشكلة الكوابيس راجعي: (2122304 - 2372136 - 2744 - 2481729)، وحول مشكلة الجاثوم: (2372136 - 2340681 - 2353137 - 277975).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات