السؤال
ظهر برأسي منذ فترة نقطة صغيرة، وكبرت تدريجيا، ذهبت إلى طبيبة وأعطتني دواء خاصا بالكالو، ثم مرت فترة وظهرت أكثر من نقطة بالرأس، فذهبت لطبيب فأخبرني أنها ثآليل، وكذا التي بيدي، ثم قرر لي جلسة كي على البارد بالنتروجين السائل، فزال فقط واحد مما كان بيدي، أما التي برأسي فلم تزل، وكررت ذلك بناء على استشارة طبيبة أمراض جلدية، لكن دون جدوي لما برأسي أو يدي.
بالأمس ذهبت لطبيب فأخبرني أنها ليست ثآليل، وأنها نوع من الفطريات، وكتب لي كريمات أحدها به كورتيزون، وطلب أن أستخدمه لشهر كل يومين أحدها بعد الاستحمام مباشرة، والثاني بعد ساعة، ولم أبدأ بهذا العلاج.
أفيدوني مأجورين، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:-
1. فإن اختلاف كلام الأطباء الذين فحصوا وعاينوا المرض يضعنا في حيرة أكثر، فأول ما نريد الوصول إليه هو التشخيص الصحيح.
2. يفضل مراجعة طبيب أمراض جلدية مشهود له، وليس مراجعة طبيب عام.
3. إن الثآليل هي عبارة عن مرض فيروسي يتظاهر على شكل حبيبات ذات سطح مخملي خشن، وغالبا ما تكون على شكل نصف كروي، وهي معدية بالانتقال من موضع لآخر في نفس المريض حسب اللمس ومواضعه، كما أنها تنتقل من مريض لآخر فقد تصيب أي موضع من الجسم، سواء أكان جلدا أو أغشية، كالشفة وباطن الفم، أو الأعضاء التناسلية، وهي تصيب أي سن (أي كل الأعمار)، وعلاجها يكون بالتخريب المباشر بأي طريقة، سواء أكانت بالتخثير الكهربائي، أو النتروجين، أو أدوية الكالو كما ذكرت، وقد تكون ناكسة إن لم يتم استئصالها بالكامل.
4. أما الفطريات فهي مرض معدي سببه الفطور، وهي نوع كالنبات يعيش على الرطوبة، ويموت في الجفاف، وغالبا إصابة الرأس تكون للأطفال قبل سن البلوغ، إلا نوعين من الفطور (وهي القرع وقد انقرض، أو الفطور الحيوانية، وتعطي قرصا واحدا كبيرا مليء بالعيون القيحية، ويفقد بعده الشعر بالكامل)، وعلاجه بمضادات الفطريات عن طريق الفم، تحت إشراف طبيب، وأحيانا يشارك مع المضادات الحيوية.
5. ومهما كان مرضك فنحن في عصر الدليل الطبي للتشخيص - أي لا يكفي النظر والرأي السريري - بل يجب استعمال الوسائل التشخيصية المساعدة، والتي تؤكد التشخيص حتى في المحكمة دون أدنى شك، ومن ذلك الخزعة للثؤلول، والفحص المباشر للفطريات، فإن رأينا الأغصان الفطرية اكتفينا، أو وجب أخذ مزرعة فطرية بعدها.
6. أخانا الفاضل: ليس من المنطق الطبي علاج الفطريات بالكورتيزون، وعلى ذلك فأغلب الظن أن رأي الطبيب الأخير ليس مرجحا.
7. وباختلاف وجهات النظر بين ثلاثة أطباء قد يكون التشخيص خلاف كل ما ذكروه؛ لأن الحق واحد ولا يتناقض، وقد يكون ما تشكو منه أحد أنواع التقرنات الدهنية، أو الضيائية، والتي تشبه الثآليل، وليس هذا رأينا الأخير؛ لأنه بحاجة إلى التثبت والدليل، والدعم المخبري.
ونسأل الله لك الشفاء العاجل.