لا أرغب أن يسكن أهل زوجي معي لكثرة مشاكلهم، فماذا أفعل؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة متزوجة، وأعيش مع زوجي في الغربة وحيدة، عند وصولي سكنت مع والدة زوجي وشقيقته، ولم أستطع تحمل العيش معهما، رغم أنني كنت أتعامل معهما بإحسان واحترام، لكن والدته جاحدة للمعروف، وتفتعل المشاكل بشكل دائم، فصبرت ولم أجادلها، ألا إنني لم أعد أطيق العيش معها.

ومع انتقال زوجي إلى منطقة أخرى بسبب ظروف عمله، انتقلت معه للسكن هنالك، لكن والدته وشقيقته تنويان الآن الانتقال للعيش معنا في نفس المنزل، ورغم رفضي الشديد لهذا الأمر، فإن زوجي لم يستجب لطلبي؛ بحجة أن والدته وشقيقته ستسكنان في البيت الذي تفضلانه، وأن والدته تود ترك بيتها القديم لرغبتها في العيش مع أبنائها.

علما بأن إخوة زوجي جميعهم متزوجون، ولكل واحد منهم بيت مستقل، ورفض زوجي تماما فكرة أن يكون مكوث والدته وشقيقته بالتناوب عند الجميع.

أشعر بأنني مظلومة، فأنا الوحيدة المطالبة بتحمل هذا الوضع، وزوجي يرفض الحديث مع إخوته، أو حتى مع والدته بشأن ذلك؛ بسبب محبته الشديدة لهما، وحرصه على مشاعر والدته وشقيقته، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سليمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشعر بمعاناتك، ونتفهم مدى صعوبة الوضع الذي تمرين به، أن تعيشي في الغربة بعيدا عن الأهل، وفي بيئة قد تكون مختلفة عما اعتدت عليه يزيد من تعقيد الأمر، لكن من المهم أن نبحث عن حلول حكيمة تحافظ على علاقتك بزوجك، وتساعدك في إدارة الموقف مع أم زوجك وأخته.

ولكننا في نفس الوقت ننصحك بأعظم نصيحة، وهي الصبر، قد تكون متكررة في نظرك، لكنها أهم نصيحة تسدى للإنسان بعد تقوى الله، فاحتسبي ما أنت فيه، وتوكلي على الله، واعلمي أن الله سيجازيك خير الجزاء على صبرك، يقول الله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر 10)-]، فصبرك عنده سبحانه بغير حساب، وما أعظم كرمه إذا أعطى الإنسان، والله يختبر كل واحد فينا بشيء معين، لينظر من يصبر، ومن يتذمر.

وفي الحديث أن رجلا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك" [رواه مسلم]، فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصبر، لأنه يعلم الجزاء، فما يزال معه ناصر من الله، ينصره وهو على تلك الحالة.

1- حاولي أن تفتحي حوارا هادئا وصادقا مع زوجك، عبري له عن مشاعرك بصراحة، وركزي على شعورك بالضغط، والحاجة إلى مساحة شخصية بعيدا عن المشاكل، استخدمي لغة إيجابية، وتجنبي الاتهامات، أو التعبير عن مشاعرك بطريقة قد تدفعه للدفاع.

2- قد يكون من الضروري التحدث مع زوجك حول وضع حدود واضحة تضمن راحتك وخصوصيتك، قد يكون هناك حل وسط يتيح لأم زوجك وأخته البقاء معكما لفترات معينة، دون أن يكون ذلك دائما.

3- عليك باللجوء إلى الدعاء وطلب العون من الله تعالى في تسهيل الأمور، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الدعاء هو العبادة"، فالدعاء يسهم في تهدئة النفس، ويعينك على تحمل الضغوط.

قال الله تعالى في سورة العنكبوت: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}، فاستمري في فعل الخير والمعاملة الحسنة، واطلبي من الله أن يوفقك لكل خير.

نسأل الله أن ييسر أمورك، ويمنحك الصبر والحكمة في التعامل مع هذا الوضع.

مواد ذات صلة

الاستشارات