السؤال
السلام عليكم.
أردت التقدم لخطبة فتاة والزواج بها، ولكن علمت منها أنها كانت على علاقة سابقة مع شاب -علاقة غرامية ليست شرعية-، وقالت بأنها تابت من تلك العلاقة وندمت، فهل أقدم على خطبتها والزواج منها أم لا؟ وما توجيهكم ونصحكم في هذا الأمر؟
السلام عليكم.
أردت التقدم لخطبة فتاة والزواج بها، ولكن علمت منها أنها كانت على علاقة سابقة مع شاب -علاقة غرامية ليست شرعية-، وقالت بأنها تابت من تلك العلاقة وندمت، فهل أقدم على خطبتها والزواج منها أم لا؟ وما توجيهكم ونصحكم في هذا الأمر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب علم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
موقفك يتطلب التفكر والحكمة، وهو من الأمور التي قد تؤثر على قرارك في المستقبل، وإليك بعض النصائح والتوجيهات:
1. إذا كانت الفتاة قد تابت عن العلاقة السابقة، وندمت عليها بصدق، فهذا يعتبر أمرا إيجابيا، وفي الإسلام التوبة الصادقة تمحو ما قبلها من الذنوب؛ فالله تعالى يقول في القرآن الكريم: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} (البقرة 222). إذا كانت توبتها صادقة، فإن الله يقبل التوبة ويغفر الذنوب.
2. من الجيد أنها كانت صريحة معك، وأخبرتك عن ماضيها، والصدق في هذه الأمور يشير إلى نضجها، واستعدادها لبناء علاقة جديدة قائمة على الثقة.
3. حاول أن تتأكد من قدرتك على تقبل ماضيها، وعدم الحكم عليها بناء عليه، إن كنت تستطيع تجاوز هذا الأمر، دون أن يؤثر على علاقتك بها في المستقبل، فقد تكون لديك فرصة لبناء حياة زوجية ناجحة.
4. استشر من تثق برأيهم وتوجيههم، واستخر الله عز وجل في أمرك؛ فصلاة الاستخارة هي من أفضل الوسائل التي تساعدك على اتخاذ القرار الصحيح.
5. إذا كنت تشعر بالراحة تجاه التزامها وتوبتها، وترى أنها ستكون شريكة حياة صالحة، فمن الممكن أن تتقدم لخطبتها، وتأكد من أنك قادر على بناء علاقة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل.
قد يتبادر إلى ذهنك سؤال وهو: كيف يمكنني أن أتحقق من توبتها؟
والجواب هو أن التحقق من صدق التوبة والندم هو أمر دقيق وحساس، وفي النهاية، يعتمد على تقديرك الشخصي، وشعورك تجاه الفتاة، ومع ذلك هناك بعض الإشارات التي قد تساعدك في تكوين فكرة عن صدقها:
1. لاحظ سلوكها الحالي، ومدى التزامها بتعاليم الدين والأخلاق، فإذا كانت توبتها صادقة، فمن المتوقع أن تلاحظ تغيرا إيجابيا في حياتها، مثل: الالتزام بالصلاة، الابتعاد عن العلاقات غير الشرعية، والسعي للتقرب من الله.
2. من علامات صدق التوبة أنها تعترف بخطئها دون محاولة تبريره، ويظهر ذلك التواضع والاستعداد لتحمل المسؤولية.
3. قد يشير صدق التوبة إلى حرصها على مرافقة الصالحين، والابتعاد عن البيئات التي قد تدفعها إلى الخطأ مجددا، لاحظ إن كانت تحرص على تجنب أي مؤثرات سلبية كانت مرتبطة بماضيها.
4. إذا كانت تتحدث بوضوح عن الدروس التي تعلمتها من التجربة السابقة، وكيف ساعدتها في التحسن والنمو، فقد يكون هذا دليلا على صدقها.
5. يمكنك استشارة أحد أفراد عائلتها، أو شخص مقرب منها ممن تثق برأيه، ويمتلك رؤية واضحة عن حياتها وسلوكها، للتحقق من التغيرات التي طرأت عليها.
6. كما ذكرت سابقا، صلاة الاستخارة هي وسيلة للتوكل على الله، وطلب التوجيه الإلهي؛ فالله سبحانه وتعالى قادر على إلهامك بما فيه خير لك في الدنيا والآخرة.
في النهاية: عليك أن تتبع قلبك وإحساسك، وأن توازن بين عقلك وعاطفتك، تذكر أن أي قرار ستتخذه يحتاج إلى أن يكون مبنيا على الثقة والاحترام المتبادل، وتذكر أن الزواج عقد وعهد بين اثنين، وما يهم في النهاية هو التزام الطرفين ببناء حياة جديدة مبنية على الإيمان، والاحترام، والمحبة، فقد سماه الله تعالى ميثاقا غليظا.
وفقك الله.