شقيقة زوجتي تنقل كل ما نقوله لأمها، فكيف نتصرف؟

0 8

السؤال

أنا متزوج وأسكن قريبا من منزل عائلة زوجتي، أخت زوجتي تأتي كثيرا للمنزل، وهذا يضايقني؛ حيث كل ما جئت من عملي أجدها في المنزل مع زوجتي، ولكن ليست هذه هي المشكلة الكبرى.

المشكلة أننا إن تحدثنا أنا وزوجتي وهي في موضوع -ولو ضحكا- نقلته لأمها مباشرة؛ بحيث تأتي أمها، وتقول لماذا قلتم كذا وكذا؟ وإذا نصحناها بعدم إيصال الكلام تقول: إنني أقول لأمي كل ما أسمعه!

فما حكم من ينقل الكلام بهذه الطريقة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى أن يوفقك للخير، وأن يديم الألفة بينك وبين زوجتك، وبينك وبين أسرة زوجتك.

وزيارة أخت زوجتك لبيتكم أمر إيجابي نافع، لكن ينبغي توجيه هذه الزيارات وهذه العلاقات وتهذيبها؛ بحيث تكون نافعة غير ضارة، وتكون سببا للمودة والمحبة، بدلا من أن تكون سببا للخلاف والشقاق، ولهذا ننصحك بأن تطلب من زوجتك توجيه هذه الزيارات وإعادة ترتيبها؛ بحيث تجنبك حضور هذه الزيارات.

إن هذه المرأة أولا ليست من محارمك، فأخت الزوجة ليست محرمة عليك بإطلاق، ولابد من التزام الأحكام الشرعية في العلاقة بها، من حيث تحريم النظر إليها، وتحريم الخلوة بها، وتحريم خلع حجابها أمامك، وغير ذلك من أحكام المرأة الأجنبية، فهذا أمر لا بد من التفطن له والتنبه إليه، فإنه شرع الله تعالى وحكمه، والواجب علينا طاعة الله تعالى والوقوف عند حدوده، فإن طاعة الله تعالى سبب جالب للسعادة في الدنيا والآخرة، فقد قال سبحانه: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}، وقال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}، وقال سبحانه وتعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}.

فترتيب أوقات هذه الزيارة بحيث تكون هذه الزيارة في غيبتك، سيعود بنفع كبير عليكم، أوله عدم الوقوع في المحرمات الشرعية من هذا النوع.

ثانيا: إذا حدث أن وقعت الزيارة في وقت أنت موجودا فيه في البيت؛ فينبغي الالتزام بهذه الأحكام الشرعية، ومن شأنها أيضا أن تقلل الانبساط والكلام فيما يضر.

ثالثا: حاول بلطف أن تنبه زوجتك للتأكيد على أختها بعدم نقل الأخبار وحديث المجلس الذي تجلسون فيه، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم-قال: "إذا حدث الرجل الرجل وهو يلتفت فهو أمانة"، يعني أن الإنسان إذا حدث شخصا آخر بكلام لا يريد منه أن ينقله لغيره؛ فهذا الكلام أمانة، ولا يجوز الإخلال بهذه الأمانة، ولا إفشاء هذا الكلام لغير الأشخاص الذين يريد صاحب الخبر أن يحصره عليهم، فلا يجوز لهم ذلك.

فحاولوا بلطف أن تبينوا هذا الحكم لهذه الفتاة، ولعلها -إن شاء الله- أن تستجيب لهذا الكلام.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات