إذا خف تعلقي الزائد بصديقتي، فهل يمكن أن تعود لصداقتي مجددًا؟

0 5

السؤال

السلام عليكم.

تعلقت بصديقة لي، كان تأثيرها علي في حياتي، وعلى دراستي ممتازا، كنت سعيدة جدا بصداقتنا، وبكل الوقت الذي كنا نقضيه سويا، لكني تعلقت بها جدا، ولكن حدث بيننا سوء فهم، ومشاكل، وهي الآن لا تريد مصادقتي كالسابق.

أنا أعلم أن الله أبعدنا عن بعضنا لأني تعلقت فيها جدا، ولا يجب علينا التعلق إلا بالله عز وجل، لكنني أدركت هذا الأمر، وتقربت من الله عز وجل أكثر، وتعلقت به.

ما زلت أحب صديقتي، ولها مكانة في قلبي كإحدى أخواتي، فهل يمكن بعد أن يتم فك التعلق بها من قلبي، أن تعود صديقة لي مجددا، وأن يضعها الله في حياتي؟

لا زلت أدعو الله في كل يوم، وفي كل سجدة أن ينزع الله التعلق بها من قلبي، وأن يجعلنا نعود صديقات بدون تعلق، فهل الشخص الذي نتعلق به، ويخرجه الله من حياتنا لا يعود أبدا؟

لقد أدركت بكامل جوارحي أنه لا يجب علي التعلق إلا بالله، وأشعر أن التعلق بصديقتي قد خف كثيرا.

يشهد الله أني أحب لها الخير كله أكثر من نفسي، وأحب أن أراها بسعادة وصحة، ولم أتعمد حصول أي أذى أو سوء فهم بيننا، وأسعد بإنجازاتها، وأفتخر بها، فهل سيعيدني الله في حياتها بما أني أحب لها الخير؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تمرين به هو تجربة إنسانية طبيعية، ومن الواضح أنك تملكين قلبا صافيا، ونية طيبة تجاه صديقتك.

في البداية، من المهم أن تفهمي أن الله سبحانه وتعالى هو الأعلم بمصلحة عباده، ويفعل ما فيه الخير لنا، حتى وإن لم ندرك ذلك في الوقت الحالي.

تعلقك بصديقتك كان قويا لدرجة أنه أثر على علاقتكما، وهو ما دفعك إلى إعادة تقييم الأمور، والتقرب إلى الله، وهذا بحد ذاته نعمة كبيرة.

التعلق الشديد بالأشخاص يمكن أن يؤدي إلى خيبة الأمل إذا لم نكن حذرين، ولهذا أتى في الحديث الشريف: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله" (رواه الترمذي). وهذا يذكرنا بأن نضع ثقتنا وتعلقنا الأعظم بالله سبحانه وتعالى.

أما بخصوص سؤالك عن عودة صداقتكما: فالإجابة أن هذا ليس حتميا؛ إذ أن الله سبحانه وتعالى يعلم ما هو الأفضل لك ولها، فقد يعود الله بكما إلى بعضكما البعض، ولكن بطريقة جديدة أكثر توازنا ونضجا، وربما لا، إن كان ذلك في مصلحة كل منكما، المهم هو أن تستمري في دعائك، ولكن مع التوكل التام على الله، والقبول بقدر الله مهما كان.

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (وعسىٰٓ أن تكرهوا۟ شيـۭٔا وهو خيرۭ لكم ۖ وعسىٰٓ أن تحبوا۟ شيـۭٔا وهو شرۭ لكم ۗ وٱلله يعلم وأنتم لا تعلمون) (البقرة: 216). هذا يعني أن ما يحدث قد يكون لصالحك حتى لو لم ترينه كذلك الآن.

في هذا الوضع، من المهم أن تركزي على خطوات معينة تساعدك على المضي قدما بطريقة صحية ومتوازنة:

- استمري في التقرب إلى الله عز وجل من خلال الصلاة، الدعاء، وقراءة القرآن، واجعلي علاقتك بالله هي الأسمى، واطلبي منه الهداية والراحة في كل خطوة.

- الدعاء بسكينة القلب، وأن يملأه الله بحبه وطاعته، كما قال الله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) (الرعد: 28).

- تقبلي فكرة أن الله يدبر الأمور بحكمة؛ فإذا كانت هذه الصداقة تعود لصالحك، سيعيدها الله إليك في الوقت المناسب، وإن لم يكن، فالله سيعوضك بما هو خير لك.

- تذكري قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه" (رواه أحمد).

- ركزي على تطوير نفسك، وتحقيق أهدافك الشخصية والأكاديمية، وهذا وقت مناسب لتقدمي أفضل ما لديك في مجالات حياتك المختلفة.

- ممارسة الرياضة، وتعلم هواية جديدة، أو قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء يمكن أن يساعدك في تحسين مزاجك، وتقوية ثقتك بنفسك.

- استمري في الدعاء لصديقتك بالخير والسعادة، لكن من دون إلحاح، أو انتظار نتيجة معينة، وهذا يظهر طهارة نيتك، ويعزز من نقاء قلبك.

- إذا شعرت أن الوقت مناسب، يمكن أن تبادري بالتواصل معها بشكل بسيط دون ضغط، فقط لتطمئني عليها، وتظهري نيتك الطيبة.

- كوني صبورة، وتفاءلي بمستقبل يحمل لك الخير، فقد تحتاج الأمور إلى بعض الوقت لتتضح، لكن التوكل على الله، والثقة بحكمته سيساعدك على الشعور بالراحة والطمأنينة.

- تذكري أن التغيير جزء من الحياة، وأن الله سبحانه وتعالى يوجهنا دائما لما فيه الخير لنا، حتى وإن لم نفهم الحكمة في اللحظة الراهنة.

- استمري في حب الخير لصديقتك والدعاء لها، وإن كانت العودة في مصلحتكما، فسيجمع الله بينكما مرة أخرى في الوقت المناسب، وبالشكل الصحيح.

- تذكري دائما أن الله يعلم ما في القلوب، ويؤجرنا على النوايا الطيبة، فاستمري في هذا الطريق، واستودعي أمرك لله.

يسر الله لك أسباب السعادة.

مواد ذات صلة

الاستشارات