كلما حاولت التقرب من أختي لإصلاحها تبتعد عني، فماذا أفعل؟

0 16

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أختي أصغر مني بسنتين، خلعت حجابها، ثم قاطعتنا من حينها، وكلما حاولت التقرب منها تهينني، وأحيانا تشتمني بدون سبب، وأنا معها بنفس الغرفة، وتتعمد إزعاجي بجعل غرفتنا فوضوية، ودائما تدخل بهمجية علي، وتختلق المشاكل بالبيت، وتبذر في استعمال الماء، وتصرف بشكل هائل، وتخرج بكامل زينتها، وتضع المكياج، ولباسها فاضح، ولا تقرأ القرآن، ولكنها تصلي، إلا أنها تؤخر صلاتها جدا، وأهلي جميعا متضايقون منها، ومن أخلاقها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Natalia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب.

بداية: من المهم أن تتعاملي مع أختك على أنها إنسانة قد أخطأت، وتحتاج إلى النصيحة، والعطف، واللين في التعامل معها، بغض النظر عن حجم الخطأ؛ فالرفق هو مفتاح مهم لفتح القلوب، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)، وقال تعالى في وصيته لنبيه موسى -عليه السلام- عند ذهابه لدعوة فرعون: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}.

لذلك نقدم لك بعض النصائح التي قد تساعدك في إصلاح العلاقة مع أختك:

أولا: فهم الأسباب والدوافع وراء تغيرها، فقد يكون وراء هذا التغير الصحبة الفاسدة، أو تأثير بيئة تعليمية غير مناسبة، فإذا عرف السبب فيمكن البدء في تقليل أثره السلبي، ثم إضافة قيم إيجابية بديلة، على سبيل المثال: إذا كان السبب هو صحبة غير صالحة، يمكن محاولة مزاحمة هذه الرفقة بصحبة صالحة، وبأنشطة إيجابية، وتعزيز شعور الانتماء من خلال تشجيعها على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، والتطوعية التي تعزز من شخصيتها، ومهاراتها في إطار إيجابي.

ثانيا: جلسات الحوار الهادئة، لا شك أن أختك ليست في حالة انفعال دائم، اختاري الأوقات المناسبة للحوار الهادئ لفهم دوافعها وأسبابها، والتصادم المستمر قد يؤدي إلى نتائج عكسية؛ لذلك من الأفضل اختيار الأوقات التي تكون فيها أكثر استعدادا للاستماع والتفاهم.

ثالثا: الاستفادة من التزامها بالصلاة؛ فما دامت أختك ما زالت تصلي، فهذا مؤشر على وجود الخير بداخلها؛ لذلك يمكنك اصطحابها إلى محاضرات دينية، أو برامج دعوية، أو تشجيعها على المشاركة في أنشطة مفيدة تعزز من علاقتها بالإيمان.

رابعا: إظهار المودة وحب الخير؛ فالشدة والغلظة قد تزيد من نفورها، وتدفعها إلى العناد والتحدي، وفي المقابل إظهار المودة والحب؛ كتقديم هدية، أو شيء تحبه، يجعل القيم الإيجابية داخل الأسرة أكثر جاذبية لها، وقد تكون هذه القيم سببا في تغييرها.

خامسا: الدعاء بصلاحها، ودعاء الوالدين مستجاب -بإذن الله- فحثيهما على ذلك، ولا تنسوا التضرع إلى الله تعالى بأن يصلحها، ويردها عن غوايتها.

في الختام -أختي الفاضلة-: تذكري أن في كل إنسان بذرة من الخير في قلبه، وما دامت أختك تعود إلى البيت، وتصلي، وتقرأ القرآن أحيانا، فهذا باب يمكن من خلاله التأثير عليها بشكل إيجابي، والصبر، والرفق، والإحسان مع تجنب التصادم.

هذه مفاتيح أساسية للوصول إلى قلبها، وأسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات