كيفية التغلب على الانطوائية وعدم الرغبة في الحياة!

0 444

السؤال

حدث لي منذ سنوات نزيف في المخ وترتب عليه بعد ذلك بعض الجلطات الصغيرة، وعانيت من بعض الأعراض مثل الضحك بدون سبب، والبكاء أيضا بدون سبب، وتقلب في الحالة المزاجية، ونوم متواصل بالنهار، ويقظة بالليل.

مع العلم أني أعالج حاليا بأدوية كثيرة مثل اريسبت، وسيبراليكس، وبرزانتين، وتريفستال، ريتارد، واوكسيبرال، ولوسيدريل، بالإضافة إلى أدوية الصدر مثل فوراديل، فماذا أفعل للتغلب على ظاهرة النوم المتواصل والانطواء؟ بالإضافة إلى عدم الرغبة في الحياة والتفكير في الانتحار!!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ فؤاد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: ربما يكون الذي حدث لك هو أن هذه الجلطات البسيطة أصابت الفص الأمامي في المخ، فالفص الأمامي هو الذي يتحكم في الوجدان إلى درجة كبيرة، وكما ذكرت أنك أصبحت متقلب المزاج لدرجة الضحك بدون سبب وكذلك البكاء، أخي لا حرج على المريض مطلقا، والذي أود أن أؤكده لك هو أن حالتك يمكن إن شاء الله أن تتعالج وأن تتحسن كثيرا.

أخي: لماذا تفكر في الانتحار، فالانتحار هو حرام شرعا، كما أن الحياة فيها أشياء جميلة على الإنسان أن يعيش من أجلها، وأنت في هذا العمر لا تريد أن تختم حياتك خاتمة سيئة، لا تفكر يا أخي في الانتحار، استعذ بالله منه، امش مع أصدقائك، قم بصلواتك وأذكارك ودعائك، وسوف تجد إن شاء الله المساندة وسوف ينشرح صدرك.

أنت تناولت الكثير من الأدوية، أقول لك: إنها مفيدة إلى درجة كبيرة، ولكن الذي أراه أنك محتاج إلى دوائين: الدواء الأول هو العلاج الذي يعرف باسم بروزاك، هو جيد جدا وضابط للمزاج، وجرعته هي كبسولة واحدة 20 مليجرام.

أما الدواء الثاني فيعرف باسم تجرتول، وأرجو أن تتناوله بجرعة 100 مليجرام صباحا و100 مليجرام ليلا لمدة أسبوع، ثم ترفع بعد ذلك الجرعة إلى 200 مليجرام في الصباح و200 مليجرام في المساء، هو ضابط للمزاج وكذلك منظم للدورة الكيميائية في الفص الأمامي للمخ.

أرجو أن تلتزم بهذه الأدوية، كما أرجو يا أخي أن تتواصل اجتماعيا، وأنت في هذا العمر عليك بالاجتهاد في العبادة، وكما ذكرت لك عليك بالتواصل مع من هم في سنك وزيارتهم والتحادث معهم، وسوف تجد إن شاء الله المساندة من خلالهم.

أرجو يا أخي ألا تقول مع نفسك أنه لا رغبة لك في الحياة، فالحياة هي هبة الله العظيمة لنا، وهو المعطي وهو الآخذ، وأرجو أن أبشرك أن الانتحار -من فضل الله تعالى- لا يوجد أو قليل جدا وسط المسلمين، ولم أر مؤمنا حقيقيا أخذ حياته عنوة أبدا، لم أجد ذلك يا أخي.

عليه يا أخي أنت إن شاء الله بخير، وحقيقة فالطريقة التي وردت بها رسالتك تدل أنك -والحمد لله- لا زلت محتفظا بالكثير من مقدراتك المعرفية، والحمد لله تعالى أن الله قد لطف بك، وأن هذا النزيف لم يكن بالصورة المعيقة كما نراها في بعض الحالات.

إذن عليك بالتأهيل الاجتماعي لنفسك، والثقة بنفسك، وتناول الأدوية التي وصفتها لك.

وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات