ما سبب خوفي ورغبتي في الرجوع إلى المنزل والبقاء مع أمي؟

0 8

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعيش مع أسرتي في بلد أجنبي، وعند ذهابي للعمل شعرت بأنني أريد أن تنتهي ساعات الدوام بسرعة لأعود للمنزل، دائما أشعر بالخوف والاشتياق لأمي، وأريد أن أبقى بجانبها، فما سبب هذا الخوف والرغبة بالبكاء دائما؟ وهل هو حسد؟

وشكرا.

الإجابــة

الأخت الفاضلة/ عصماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال المختصر.

كنت أتمنى لو ذكرت لنا عمرك، ولكن طالما أنك تعملين، فأفترض أنك تجاوزت 19 أو الـ 20 عاما.

أختي الفاضلة: ليس غريبا أن يميل الإنسان إلى الشعور بالأمن والأمان أمام أمه، أو أن تشعري بالراحة عندما تكونين مع أمك، وخاصة أنكم تعيشون في بلد غير بلدكم، ولذلك تتمنين انتهاء ساعات العمل لتعودي إلى البيت.

أختي الفاضلة: ربما يخفي هذا الشعور شيئا من عدم الأمان، وشيئا من القلق، والذي ربما قد يصل إلى الرهاب الاجتماعي.

كما ذكرت لك، كنت أتمنى لو ذكرت لنا عمرك؛ لأن خبرات السنين يمكن أن تكون معينا لك، وبذلك أفترض أنك ما زلت في حاجة إلى تنمية المهارات الاجتماعية، ومنها القابلية لمقابلة الناس، والحديث معهم -من بنات جنسك-، والشعور معهم بشيء من الأمن والأمان مهما كانوا؛ بحيث لا تضطرين إلى العودة بسرعة إلى البيت لتلجئي إلى الأمن بصحبة أو بقرب والدتك.

أختي الفاضلة: إن الاعتياد على مقابلة الناس، ومواجهتهم، جدير بأن يوصلك إلى حد لا تشعرين فيه بالقلق عندما تكونين خارج البيت.

أنا متأكد أن خبرات السنين ستعينك على الوصول إلى هذه المرحلة؛ بحيث تتخلصين من هذا الشعور، وهو عدم الشعور بالأمان، ولا أظن أن هذا نوع من الحسد، وإنما أنت بحاجة إلى زيادة ثقتك في نفسك، وتنمية المهارات الاجتماعية من خلال مقابلة الناس، والاعتياد على الحياة اليومية، والحفاظ على الغذاء الروحي، من صلاة، وذكر، ودعاء، وقراءة قرآن، ومحافظة على أذكار الصباح والمساء.

أسأل الله لك بتمام الصحة والعافية، وأن ينعم عليك وعلينا بإمكانية العودة إلى بلادنا آمنة ومستقرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات