مصاب بالرهاب ويحدث لي تعرق شديد عند المواجهة!

0 7

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا على كل ما تقدمونه في هذا الموقع.

مشكلتي هي أنني مصاب بالرهاب الاجتماعي؛ فأنا لا أحب الخروج كثيرا إلا للصلاة والعمل، ولكن دائما ما تنتابني نوبات من التعرق الشديد بدون مبرر، وعلى مدار اليوم، من جميع أجزاء جسمي، وعندما أقيس نبضات القلب في تلك الحالة تكون بين 90 و 110 بالرغم من أنني لم أقم بأي مجهود، فبمجرد التحرك من غرفة إلى غرفة، أو الحركات الاعتيادية في الصلاة فإنني أتصبب عرقا دائما.

وعندما أصاب بالإحراج أشعر بالتوتر، وأتعرق، ويصاحب ذلك رعشة في اليد والقدم، ولكن في معظم الأحيان أكمل حديثي، وأحاول أن أبين للشخص المقابل أنني غير متوتر، وأشعر أن الذي أمامي لا يشعر بتوتري، عدى عن رؤيته للتعرق الذي يصاحبني، ولا أستطيع منعه للأسف.

وعندما أتشاجر مع شخص بالكلام، وأغضب، فإن يدي ورجلي ترتجفان كثيرا، وأشعر أن نبضات القلب أصبحت قوية، كما لو أن أحدا يطرق بقوة من الداخل، ويبدأ صوتي بالارتجاف.

الشيء الذي لا أفهمه: هو أنني عندما أشاهد رياضة معينة، وأكون مشجعا لشخص ما، وتدخل تلك المباراة في مرحلة الحسم، أشعر وكأن قلبي سيخرج من مكانه من قوة نبضات القلب، وسرعتها، علما بأني غير متعصب لذلك الشخص، أو تلك الرياضة، وإنما أتفرج عليها من باب الترفيه، حتى أنني أتساءل ما الداعي لكل ذلك؟

وللعلم: فأنا أتعامل مع الناس بشكل عادي، وأعتقد أنني لو لم أكن أتعرق لما كنت توترت من الأساس، وقد قرأت عن حالات مشابهة لحالتي في الموقع، وقد تم توجيههم لأخذ الإندرال والدوجماتيل، فما هو الحل معي؟

كما أنني أعاني من حساسية الصدر؛ حيث آخذ Budelizer مرة واحدة مساء، وAstin 20 مرة واحدة مساء أيضا، فهل من علاج لتلك المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شريف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تقديرك لهذا الموقع، داعين الله تعالى القبول منا جميعا، ونشكرك على تواصلك معنا بهذا السؤال، والذي ربما أشار إلى أمرين:

الأمر الأول: ما ذكرته من الرهاب الاجتماعي، حيث إنك تتجنب الخروج من البيت إلا للصلاة، أو القيام بعملك، فنقول:

نعم، هذا نوع من الرهاب الاجتماعي، والذي كثيرا ما يترافق مع نوبات الهلع، أو الذعر؛ حيث يشعر الإنسان بتسارع ضربات القلب، والتعرق، وربما ارتجاف اليدين، وتلعثم الكلام، وجفاف الفم.

فكل هذه الأعراض وغيرها هي أعراض نوبة الهلع، عندما يجد الإنسان نفسه أمام موقف محرج، وخاصة إن كان يعاني من الرهاب الاجتماعي، الذي بدوره يدفعه لتجنب الخروج، هذا الجانب الأول، والذي علاجه عدة أمور:

أولا: عدم التجنب، والإقدام، وتشجيع نفسك على الخروج؛ فالتجنب وعدم الخروج لا يحلان المشكلة، وإنما يزيدانها تعقيدا، فاحرص -أخي الفاضل- على أن تشجع نفسك على الخروج رويدا رويدا.

نعم يمكن أن يكون الأمر صعبا في البداية، ولكن مع الوقت سيسهل، حتى تصبح قادرا على الخروج، ومقابلة الناس، والحديث معهم وجها لوجه دون ارتباك، أو تعرق، أو غيرها.

في بعض الحالات ننصح بأخذ أحد الأدوية، سواء أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، أو -الذي ذكرته- الإندرال؛ والذي يعمل على إخفاء الأعراض البدنية للرهاب، أو نوبات الهلع، وليس بالضرورة أن تأخذ تلك الأدوية، ولكن أحيانا ينصح بها.

الأمر الثاني: هو ما ذكرته من أنك عندما تتشاجر مع أحد، أو تشجع فريقا رياضيا، أو غيره -أي تكون في حالة انفعال-، فهذا أمر طبيعي؛ لأن جسمك يفرز هرمونات تساعده على المشاجرة، أو على التشجيع بحماس وقوة، وبالتالي تشعر بما وصفته من قوة العضلات، وتغير الصوت، وهذا بسبب تأثير الهرمونات التي تحفزك لمواجهة الخطر المحدق بك، وخاصة في موضوع الشجار.

أخي الفاضل: هذا أمر طبيعي، يحصل مع كل الناس، ولا يحتاج إلى علاج؛ لأنه رد فعل فسيولوجي طبيعي للمواقف التي يواجهها الإنسان، عندما يكون أمام موقف خطير، حيث إن هناك ظاهرة تسمى (المواجهة أو الفرار) Fight or flee، وبالتالي هذه الشحنة من الهرمونات تساعد الإنسان إما على المواجهة، أو على الفرار.

ولكن -كما ذكرت لك- هذا أمر طبيعي، يحصل عند كل الناس، ولا حاجة لأن تشغل بالك به، أو تطلب علاجا.

أدعو الله تعالى أن ييسر أمرك، ويكتب لك تمام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات