سبب كثرة عبث الطفل بأعضائه التناسلية والمنهج المتبع في علاجه

0 726

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرجاء إسداء النصيحة لي لمعالجة مشكلة ابني ذي الثلاث سنوات ونصف، لاحظت منذ فترة قصيرة -عدة أسابيع- أن ابني يضع يديه داخل سرواله ويعبث بأعضائه التناسلية إذا كان سرحانا، أو عندما يخجل إذا رأى شخصا غريبا.

ثم تطورت الحالة فأصبح يضع يديه دائما إذا لم يكن مشغولا بشيء كالأكل أو اللعب، أنا وزوجي نحاول أن نتبع أسلوبا حكيما بأن نحاول أن نلفت انتباهه إلى شيء آخر، أو نعطيه وظيفة تجعل يديه مشغولتين، لكن يعود ويضعها حيث كانت بعد أن يكمل ما طلبناه منه.

زوجي بدأ يحاول أن يستخدم أسلوبا أشد كالتهديد بالضرب، علما بأننا لا نستخدم هذا الأسلوب إلا نادرا، وعادة ما تكون ضربة خفيفة على ظهر يديه بصورة غير مؤلمة، حتى الآن لم يضربه أبوه، لكن يعنفه، أنا أحاول أن أبين لابني أن هذه الحركة من فعل الشيطان، وأن الأطفال السيئين يفعلون ذلك.

يعدني ألا يكررها لكنه سرعان ما ينسى ويعود، مع العلم أن ابني يقضي ساعات طويلة في الحضانة، ويقضي معي ومع أبيه بضع ساعات في اليوم؛ حيث إننا نعيش حاليا في دولة غربية، نظرا لظروف دراستي، والتي ستمتد لعدة سنوات حتى يبلغ ابني الخامسة ثم نعود إن شاء الله لبلادنا الإسلامية.

لا أدري هل هذا التصرف عبارة عن رسالة للفت الانتباه له أم أن هذه مشكلة نفسية بحاجة لعلاج، أم أني أتجاهل الأمر؟! رغم أن ذلك يسبب إحراجا اجتماعيا لي ولزوجي.

المشكلة الأخرى أنه منذ أن فطمته من الرضاعة من صدري كلما وضعته في فراشه أو احتضنته يضع يده في صدري حتى ولو كان نائما، وهذه الحركة يفعلها مع أبيه أيضا، خاصة عندما ينام أحدنا بجانبه في فراشه؛ لأنه في بعض الأحيان يصيبه أرق ولا ينام إلا إذا نام أحدنا بجانبه حتى يغرق في النوم ثم نبتعد.

الرجاء إفادتي عن الحل الأمثل لهاتين المشكلتين.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. وبعد:

جزاك الله خيرا أيتها الأخت الفاضلة، وأنا سعيد أن يعرض علينا الإخوة الزملاء والزميلات من الأطباء والطبيبات المشكلات التي يرون أنهم يودون الاستفادة في علاجها من خلال استشارات الشبكة الإسلامية.

هذا السلوك الذي يبدر من هذا الابن يشخصه البعض بأنه نوع من الطقوس الوسواسية، الأطفال لديهم بعض النمطية أو اتباع المنهج الواحد، كأن يكون للطفل لعبة مثلا يتركها في حضنه لينام عليها، أو لابد أن يلبس لباسا معينا أو غطاء معينا أو يتجه اتجاها معينا، أو يحرك جزءا من جسمه قبل النوم، هذه الأنماط الطقوسية شخصها بعض العلماء بأنها وسواسية، وهي تختفي بعد مرحلة عمرية معينة ولا داعي لأن ينزعج الآباء منها.

أما بالنسبة للعب الطفل أو تلاعبه بعضوه الذكري فهذا ربما يكون مزعجا بعض الشيء، ولكنه أيضا ربما يأتي تحت السياق الوسواسي، هنالك بعض الأطفال تكون لديهم التهابات بسيطة في المجاري البولية وأنت طبيبة أدرى بذلك، وهنالك قد يعتقد البعض أنه ربما يكون لديهم ارتفاع في نسبة الأملاح في البول، وهذا يؤدي إلى نوع من الاستشعار الداخلي في السبيل، مما يجعل الطفل يكون أكثر ارتياحا حين يتلاعب بعضوه التناسلي، وكثيرا ما ننصح الآباء والأمهات بإجراء فحص للبول على الأقل للتأكد من ذلك، وإن وجد فيمكن أن يعالج، ولكن في معظم الحالات هي حالات وسواسية كما ذكرت.

أرى أن المنهج الذي قمت باتباعه هو منهج صحيح وسليم، وهي أن توجهي انتباه الطفل لفعل آخر حين يريد أن يتلاعب بعضوه التناسلي، هذا شيء جميل، ونحن -الحقيقة- نوصي به؛ لأن بعض الأطفال يحدث لهم انتصاب في عضو الذكورة حتى في هذا العمر، وهذا يؤدي إلى مزيد من الاستشعار لدى الطفل، إذن: أن يلفت نظر الطفل لنشاط آخر هذا أمر ممتاز.

الشيء الثاني هو النهي اللطيف، أو التوبيخ اللطيف، كما تفعلين أنت، وهذا شيء جميل.

الشيء الثالث: هو الترغيب، بأن يعرض على الطفل نوع من البرنامج، وأنا أفضل برنامج النجوم، بأنه إذا قام بأي عمل إيجابي فسوف تعطى له ثلاثة نجوم على سبيل المثال، ويمكن لهذه النجوم أن تثبت بالقرب من سريره، ثم بعد ذلك يخطر بأنه إذا قام بلمس عضوه التناسلي فسوف يفقد عددا معينا من النجوم، ويجب أن يعرف أنه سوف تكون له مكافأة معينة حسب عدد النجوم التي سوف يكتسبها، وهذه المكافأة تكون من الشيء المفضل بالنسبة له، هذا التمرين تمرين جيد وفعال، وقد نجح مع الكثيرين، ولكنه يتطلب الصبر والمثابرة.

هنالك أيضا التمرين الآخر، وهو ما يعرف بـ "تايم أوت Time out"، وفي هذه الحالة كما تعلمين يمكن أن يعزل الطفل، أقول للطفل: إنك إذا قمت بالتلاعب بعضوك التناسلي فسوف توضع في الغرفة وحدك لمدة 10 دقائق أو ربع ساعة، وهذا شيء يجعل الطفل حقيقة يتردد ويتوقف عن هذا السلوك؛ لأن من الأشياء المملة جدا للطفل هو أن تعزله، هذا نوع أيضا من العلاج السلوكي.

أرى أن هذه العلاجات السلوكية إذا تمت وطبقت بصورة صحيحة مع الصبر عليها فسوف تفيد هذا الطفل حتى -إن شاء الله- يتخلص من هذا الأمر، وكما ذكرت لك هو أمر ربما ينتهي تلقائيا أيضا.

المسلك الآخر: وهو أنه يقوم بوضع يده على صدرك أو على صدر والده، أيضا أرى أنها نوع من الطقوسية، هذا نوع أيضا من النمط الطقوسي الذي تعلمه هذا الطفل، وأنا في رأيي يجب أن يعالج أيضا بالتجاهل ويجب أن ينهى عنه الطفل بصورة لطيفة.

أما بالنسبة للأرق عند الأطفال فالأرق عند الطفل لا شك أنه مرتبط بالساعة البيولوجية لدى الطفل، بمعنى أنه لابد أن يكون لديه وقت نوم ثابت، وإذا لم ينم في الليلة الأولى أو الثانية أو الثالثة فلا شك أنه إن شاء الله سوف ينام في الليلة الرابعة، كما أن النوم لفترات طويلة في الصباح يعتبر شيئا غير محمود، والطفل الآن -الحمد لله- يمكن أن يذهب إلى الروضة ويختلط بالأطفال الآخرين، وهذا -إن شاء الله- أيضا سوف يحسن من مهاراته.

هذا هو الذي أراه وأرجو ألا تنزعجي كثيرا؛ لأن هذه الأمور محدودة وتختفي بالرغم من تعاطفي معك فيما ذكرته من حرج اجتماعي، ولكن تطبيق التمارين السلوكية السابقة إن شاء الله سوف يزيلها.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات