السؤال
أنا طالبة مغتربة بكلية الطب البشري، أعاني من كثرة النوم لساعات طويلة قد تصل لـ١٢ ساعة يوميا، ولا أشعر بالنشاط أو عدم النعاس إلا بهذه المدة، وأعاني من انخفاض معدلي الدراسي بشكل سيئ جدا، ولا أعلم ماذا أفعل؟
كما أنني فقدت النشاط، وأغلب وقتي حزينة، وأغضب بسرعة، ويتغير مزاجي أيضا، فقد أكون حزينة للغاية، وفجأة يتبدل حالي، وقلت همتي أيضا في الجانب الديني، وأصبح معظم وقتي أقضيه على السرير، وقل شغفي بكل شيء، ولم يعد لدي شيء يسعدني.
هذا الحال كله لم يكن لدي من قبل، وتعسرت علي حياتي اليومية، أرجو منكم أن تنصحوني، ماذا أفعل في أمري؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارت إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، والذي وصفت فيه ما تمرين به بشكل جيد.
أختنا الفاضلة: هناك ثلاثة احتمالات -على ما أعتقد- لما تمرين به:
الأول: أنك تقعين تحت الضغط النفسي، وخاصة أنك طالبة طب، فيمكن أن يسبب هذا شيئا من الضغط النفسي، وخاصة -كما ذكرت- أنك مغتربة، أي بعيدة عن أهلك، فتعانين من صعوبة الغربة ودراسة الطب، فإذا كان هذا هو السبب، فيفيدك أن تمارسي بعض الأمور التي تساعدك على الاسترخاء كالصلاة، وتلاوة القرآن، والرياضة، وممارسة الهوايات المفيدة عندما يتاح لك الوقت.
الاحتمال الثاني: وهو جدير بأن تتحري عنه، وخاصة أنك طالبة طب؛ فلعلك تعلمين أن نقص نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يسبب أو يفسر كل هذه الأعراض من عدم وجود القدرة على فعل شيء، والملل، والبقاء في السرير، وتقلب المزاج، فإذا كان يمكن التحري عن هذا، بإجراء فحص بسيط لنشاط الغدة الدرقية، فإن كان هناك نقص في نشاط الغدة الدرقية؛ فيمكن أن يعالج بهرمون الثيروكسين، وهو دواء الغدة، وتزول الأعراض -بإذن الله عز وجل-.
الاحتمال الثالث: الاكتئاب النفسي؛ فالأعراض أيضا تناسب هذا الاحتمال، وأحيانا يختلط عندنا أو يتشابه كثيرا الاكتئاب النفسي، مع نقص نشاط الغدة الدرقية، فأنا أنصحك أولا أن تزوري الطبيب العام ليقوم بالتحري، والقيام بطلب فحص الغدة الدرقية، لنستبعد أو نثبت هذا الاحتمال، ثم يبق هناك احتمال آخر، إما الضغط والتوتر نتيجة الغربة والدراسة المكثفة، أو الاكتئاب النفسي.
أختي الكريمة، لا تغفلي عن الدعاء؛ فهو ذو تأثير عجيب، جاهدي نفسك فيه، وتضرعي إلى الله تعالى بما تريدينه، ودوامي على ذكر الله؛ فبذكر الله تطمئن القلوب، واعلمي أن الفتور الذي حصل لك في موضوع العبادة طبيعي، فالكل ينتابه الفتور، وستعودين بإذن الله تعالى إلى ما كنت عليه، وما عليك إلا السعي للعلاج بأنواعه: الطبي الذي يحتوي على الفحوصات والتحري، والروحي الذي يتمثل في دوام الذكر والدعاء، والسلوكي بممارسات الهوايات والرياضات المناسبة، والتواصل الفعال مع الأصلح من الزميلات.
لعل هذا يرشدك إلى طريقة التعامل بالشكل الأنسب، داعيا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية.