السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة منذ 9 سنوات، ومشكلتي بدأت بعد 5 سنوات أو أكثر من زواجنا، زوجي يقول: أني لا أحترمه، وأعانده، علما أني أتصرف كذلك عند الغضب، وهذا الشيء طبيعي، أما زوجي فيغضب بشكل مستمر -حتى على أبسط الأمور-، ويصعد المواضيع، وأحيانا يطردني، ولا يقبل الحديث معي، ومعروف عن عائلتة الغضب والحقد، ويدعي أنه غير مرتاح معي.
أصبحت لا أقبل تصرفاته على نفسي، ولا أقبل مصالحته، وأحيانا أفكر بالحسد، وأريد معرفة السبب في تغير طباعه أو الخلاف بعد هذه المدة من زواجنا، فقد كانت علاقتنا مثالية جدا!
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Malak حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
سعدنا جدا بأن علاقتكما كانت جيدة، وأنها تكون جيدة جدا عند الصلح، وهذه من نعم الله تبارك وتعالى، أما ما يحدث عند الغضب فعلينا أن نتذكر أن الغضب من الشيطان، وأن النبي -عليه الصلاة والسلام- كرر الوصية مرارا لمن طلب منه الوصية: "لا تغضب"، فقال الرجل: زدني يا رسول الله، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تغضب"، فقال: أوصني يا رسول الله، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تغضب"، لأن الغضب هو رأس الشر، وركن من أركان الشر.
ونحب أن ننبه كل زوج وزوجة بالوصية النبوية عند الغضب، بأن نتعوذ بالله من الشيطان، ونذكر الرحمن، ونمسك اللسان، ونهدئ الأركان، ونغير المكان، فإذا كان الغضب شديدا يتوضأ الإنسان، وإذا اشتد الغضب يصلي لله، قال تعالى: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون} فينتج عن ذلك غضب منك؛ ما هو العلاج يا رب؟ {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}.
ونحن نحب أن ننبه بناتنا الفاضلات بضرورة أن تتفادى ما يغضب الزوج، خاصة إذا علمت أن هذا طبع فيه وفي عائلته، وإذا تفادت المرأة أسباب الغضب فوتت الفرصة على الشيطان، وإذا غضب أي من الزوجين ينبغي للآخر أن يبتعد بهدوء، وألا يجادل، وألا يردد الكلام؛ لأن الشيطان عند ذلك يستفيد من هذا فيهيء النفوس إلى ما لا تحمد عقباه.
وأيضا من المهم جدا أن تحافظوا على أذكار الصباح والمساء، ولا مانع من قراءة الرقية الشرعية على أنفسكم، فإن العين حق، والإنسان إذا حافظ على الأذكار فإن هذا كما قال الشيخ ابن باز: "مانع لما لم ينزل، ونافع فيما نزل".
نسأل الله أن يعينكما على الخير، وننصح كل زوجة غضبت من زوجها أن تبادر وتسارع في الصلح، ثم بعد ذلك تعاتبه في لحظة لطيفة، بعبارات جميلة، تقول: "أنا أحبك، لكن هذا الموقف كسرني، هذا الموقف أثر علي، تلك الكلمة جرحتني"، عندها ستسمع ما يسرها، والزوج قد يقول عند ذلك: "سامحيني أنا عندي مشكلة في العمل، أو عندي مشكلة مالية ..." إلى غير ذلك.
فنسأل الله أن يعينكما على الخير، ونبشركما بأن العلاقة ستعود -بإذن الله- إذا التزمتما بهذه الإرشادات، وتذكر كل طرف أن العلاقة الزوجية عبادة لرب البرية، وأن الذي يحسن يجازيه الله، وأن الذي يقصر يحاسبه الله.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.