السؤال
أنا شاب مقبل على الزواج، وقد مضى وقت على خطبتي، وتأجل حفل الزفاف لأسباب خارجة عن إرادتنا، عملي قد توقف بسبب الأوضاع التي تعيشها بلدي، لم أستطع الحصول على وظيفة لمدة 6 أشهر أو أكثر، الآن أنا موظف، ولا أتقاضى 30% من ما كنت أتقاضاه بوظيفتي الأولى، كان وما زال الله يرزقني، لكن وظيفتي الأولى دخلها عال جدا -والحمد لله- وقد بنيت على هذا الأساس تفاصيل حفل الزفاف والبيت والأمور الأخرى، لقد كنت ميسور الحال -والحمد لله- انقطع عملي وجلست في البيت، لا أجد مخرجا ولا وظيفة تغطي نفقات حفل الزفاف والمعيشة التي كنت أتخيلها.
في فترة من الفترات مارست القمار (اليانصيب) من أجل الحصول على مبلغ كبير من المال، لكن -الحمد لله- لا جدوى، الآن أنا بوظيفتي لا أستطيع في الوقت المتبقى لحفل زفافي تغطية التكاليف التي فرضتها على نفسي، وأنا في ضيق وحيرة من أمري، لقد توقفت عن ممارسة اليانصيب منذ حوالي شهر؛ راجيا من الله توفيقي وتيسير أمري -وأستغفر الله العظيم-.
أنا شاب لا أصلي، وأنوي الصلاة، وأتكاسل وأقطع، مع العلم في بداية خطبتي رزقني الله رزقا وفيرا، وكنت أسمع أن الله ييسر في أمور الزواج، ولقد رأيت هذا الشيء بأم عيني، لكني في حيرة من أمري، ولا أجد ما أستطيع عمله، أوكل وأفوض أمري لله.
هل من نصيحة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي العزيز- في استشارات إسلام ويب.
أخي العزيز: نسأل الله أن يبارك لك في خطبتك، وييسر لك أمر زواجك، وأن يوفقك لصلاح نفسك، وأن يعجل لكم بالفرج بحوله وقوته.
بداية -أخي العزيز-: الأيام لا تدوم على حال، وتقلب الأحوال أمر لا بد منه؛ لذلك لا ينبغي أن تطلب التوفيق والهداية والإعانة بمعصية الله؛ فسلوك طريق القمار المحرم لا شك أنه محق للبركة والخير في سعيك، والتقصير في أداء الصلوات، وتضييع الواجبات، من أسباب محق الرزق والبركة فيه، ولا بد أن تصلح هذه الأخطاء الكبيرة؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به) والسحت هو الحرام الذي لا يحل كسبه؛ لأنه يسحت البركة أي يذهبها.
لذلك ننصحك بمجموعة من الأمور حتى يصلح الله حالك وييسر أمورك:
أولا: التوبة الصادقة: الحمد لله الذي هداك للتوقف عن ممارسة القمار، ويجب عليك أن تستمر في التوبة، وتحقق شروطها من: الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم الرجوع إليه، وأن تعلم أن الله يحب التوابين ويعينهم؛ فالإصرار على العودة إلى الله، والابتعاد عن الأمور المحرمة، هو أول خطواتك نحو الفرج -بإذن الله تعالى-.
ثانيا: الاستعانة بالله والصلاة: الصلاة هي صلتك بالله، تأخيرها أو التكاسل عنها يضعف هذه الصلة، الصلاة ستزيد من طمأنينتك، وتفتح لك أبواب الفرج، قال الله تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب".
ثالثا: التخطيط الواقعي: بما أن وضعك المادي قد تغير، حاول أن تعيد تقييم تكاليف حفل الزفاف والمعيشة بما يتناسب مع وضعك الحالي، من الممكن أن تتفق مع خطيبتك وأسرتها على تخفيف التكاليف؛ فهم بالتأكيد سيقدرون ظروفك، والمتغيرات التي حدثت خارج قدرتك وتوقعاتك.
رابعا: الاستغفار والدعاء: الاستغفار له أثر كبير في جلب الرزق وتفريج الهموم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب".
خامسا: البحث عن حلول بديلة: فكر في مصادر دخل إضافية أو مشاريع صغيرة يمكنك البدء بها حتى لو كانت مؤقتة، ربما تكون هناك فرص لم تكن تفكر فيها سابقا، ابحث عن أصحاب التجارب، وحاول أن تعدد مصادر دخلك قدر استطاعتك.
أخيرا: ضع ثقتك الكاملة بالله، كلما واجهتك أزمة، تذكر أن الله -سبحانه وتعالى- هو الميسر وبيده الفرج، واستمر في السعي، وثق أن الله سيرزقك من حيث لا تحتسب ما دمت على استقامة على أمره، وبعيدا عن معصيته.
لا تنس وحافظ على الإيجابية والتفاؤل حتى تستطيع أن تبادر للخروج من هذه المشكلة، وأحط نفسك بمن يشجعك على الخير، ويعينك عليه؛ فكل هذا من الأسباب التي تعينك على تجاوز ما أنت فيه.
وفقك الله ويسر أمرك.