السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا طالبة في الثانوية في السنة الثانية، وفي العام المقبل -إن شاء الله- سأكون في البكالوريا، وأرغب في الحصول على المرتبة الأولى وطنيا، أود أن أوضح أن المتحصل على المرتبة الأولى وطنيا يحظى باهتمام كبير، ويتم تكريمه من قبل رئيس الجمهورية، ويصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي، لكنني أريد هذه المرتبة ليس من أجل الشهرة، بل من أجل الحصول على فرصة لدراسة الطب خارج الوطن، تحديدا في جامعة هارفارد في أمريكا، ولدي مشاريع أخرى أطمح لتحقيقها.
ما يخيفني هو الظهور في مواقع التواصل الاجتماعي، وأرغب في الالتزام بالضوابط الشرعية، خاصة أنني فتاة ولست مثل الذكور.
كما أنني أخشى من تحريمي للتصوير، وما يقال عن ذلك، لدي كتاب علمي مفيد جدا، يحتوي على رسومات صغيرة لحيوانات في مواضع مختلفة، فقمت بمسح رؤوسها فقط.
فما توجيهكم؟ هل يجب أن أمضي في مسار هذا الحلم، أم أكتفي بالدراسة في بلدي؟ علما أنني إذا درست في أمريكا، فإنني أنوي القيام بمشروع دعوي هناك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب.
بداية: نهنئك على طموحك الكبير، ورغبتك في التفوق والالتزام بالضوابط الشرعية في نفس الوقت، وهذا دليل على الخير الذي في نفسك واستقامتك على أمر الله تعالى، نسأل الله أن يثبتك ويوفقك للخير.
فيما يتعلق بتوجيهك نحو تحقيق حلمك في دراسة الطب في جامعات عالمية عريقة مثل: جامعة هارفارد، فهذا طموح عظيم، ويستحق الجهد والتفوق، ولتحقيق التوازن بين هذا الطموح وبين الالتزام بالشرع، خاصة في ما يتعلق بالحجاب والتصوير، والظهور على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنه من المهم أن تعرفي أن التفكير في هذه الأمور والدخول في حيرة وخوف قد يكون سابقا لأوانه، ولكن التخطيط والاستعداد المسبق له مفيد، لذلك عليك بالرجوع إلى علماء الشريعة واستفتائهم في هذه الأمور الشرعية بشكل مفصل، لتتأكدي من التزامك بالضوابط الشرعية الصحيحة.
أخيرا: أختي الفاضلة: الأمة الإسلامية بحاجة ماسة إلى الطبيبة المسلمة الملتزمة التي تسد حاجة المسلمين، وتكفيهم شر الالتجاء إلى غير المسلمين، فلا تترددي في السعي لتحقيق هذا الطموح مع التزامك بشرع الله، اجتهدي في إخلاص النية لله، وستجدين التوفيق منه سبحانه وتعالى.
كما أنه من المهم أن تستخيري الله تعالى دائما، ليختار لك الخير، ويوفقك إلى ما يرضيه سبحانه، تذكري أن رضا الله وطاعته فوق كل شيء، وهو الأهم من أي طموح دنيوي.
وفقك الله ويسر أمرك.