تعلق قلبي بشاب غير عربي رغم رفض عائلته زواجه مني!!

0 17

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، عمري 22 سنة، أدرس بالجامعة، وتعرفت خلال دراستي بالجامعة على شاب أوزبكي، لم نخض في علاقة محرمة، لكن كان يحتاج بعض المساعدة باللغة العربية وكنت أساعده، ولقد تعلق قلبي به، إلى أن جاء الوقت الذي صارحته بحبي له، لكنه قال لي: إنه من عائلة يرفضون أن يزوجوه من فتاة لا يعرفونها، وعاداتهم تختلف عن بعض، لكنني لم أستطع أن أتخطى هذه المشاعر، مرت سنوات على هذا الأمر، ولم أستطع أن أنساه أو أفكر بغيره.

كلما يأتي شاب لخطبتي أرفضه، آملة بأن يكون النصيب بيني وبينه، ودائما أدعو الله بأن يجمعني به بالحلال.

أحتاج لمن ينصحني ويرشدني إلى الصواب؛ لأنني لا أستطيع أن أتخيل ألا يكون من نصيبي، أو أن يتزوج من فتاة غيري!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.

أختي الفاضلة، بداية: نود أن نؤكد أن العلاقات العاطفية قبل الزواج مما نهى عنه الشرع؛ لما فيها من مخاطر ومفاسد قد تؤدي إلى انتهاك الأعراض وغيرها من الأمور التي لا تحمد عقباها، لذلك جاء تحريم الشرع لهذا النوع من العلاقات لحماية الأعراض والقلوب من الفساد، فالشرع جعل الخطبة هي الباب الشرعي للتعارف والتفاهم وفق الضوابط الشرعية.

كذلك -أختي- إن اندفاعك لمساعدة هذا الشاب -رغم إمكانية أن يقوم غيرك بهذا الدور- أسهم في نشوء مشاعر الإعجاب لديك؛ مما أدى لاحقا إلى ميل عاطفي ثم الإفصاح عن الحب، ثم انتهى الأمر وأصبح تعلقا بهذا الشاب، هذا الأمر مع ما يسببه لك من اضطراب عاطفي، يجعلك تعيشين في حالة من الوهم تنعكس على حياتك الواقعية، ويتسبب في رفضك للفرص التي قد تكون أفضل لك.

لذلك -أختي الفاضلة- من الضروري أن تتعاملي مع هذه المشاعر بحكمة وعقلانية، ويجب أن تدركي أن الحب والإعجاب لا يعني دائما أن الشخص الآخر سيكون جزءا من حياتك المستقبلية، فهذا الشاب أوضح لك موقفه، وهو أن عائلته ترفض الزواج خارج نطاق عاداتهم وتقاليدهم، وهذا قد يكون أمرا يصعب تغييره، لذلك من المهم أن تحترمي موقفه، وألا تثقلي على نفسك بالتعلق بشخص قد لا يكون مستعدا أو قادرا على الارتباط بك.

لذلك ننصحك باتباع هذه الخطوات لتجاوز هذه المرحلة:

أولا: التسليم لأمر الله، خذي وقتك في الدعاء وطلب العون من الله ليبصرك بما هو خير لك في المستقبل.

ثانيا: الواقعية في التفكير، أحيانا نتمسك بأحلام قد رسمناها لأنفسنا، لكن قدر الله قد يقودنا إلى طريق آخر، ثقي أن الله يدبر أمرك بالخير دائما، ما دام قلبك معلقا بالله وبرحمته.

ثالثا: الانفتاح على الفرص الجديدة، لا تغلقي قلبك على شخص واحد، فقد يرسل الله لك من هو الأنسب، رفضك للخطاب الحاليين قد يحرمك من فرصة سعيدة قد تنسيك كل هذ التعلق.

رابعا: التركيز على نفسك وتطوير ذاتك، استثمري في تطوير نفسك، دراستك، وطموحاتك، بدلا من التفكير في شخص قد لا يتمكن من الارتباط بك، استخدمي وقتك في بناء مستقبلك الأهم.

خامسا: الصبر والرضا، تجاوز هذه المشاعر يحتاج إلى وقت، ومع الدعاء والتسليم لله؛ ستشعرين بتحسن تدريجي، تذكري أن الرضا بقضاء الله وقدره هو مفتاح السعادة الحقيقية.

أختي الفاضلة: اجعلي هدفك متوازنا بين الرغبة في الاستقرار العاطفي، وتكوين أسرة سعيدة مستقرة، وهذا لا يتحقق بمجرد الإعجاب العاطفي فقط، بل يتطلب الوعي بما هو أعظم في بناء الأسرة السعيدة والذي يرتكز على الدين والأخلاق، كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، فالدين والأخلاق هما أهم المعايير في اختيار الزوج الصالح، فسيري وفق هدي الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وستجدين السعادة والرضا -بإذن الله-.

نسأل الله لك التوفيق، وأن ييسر لك الخير في حياتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات