الدراسة الجامعية بين الرغبة الشخصية والالتزام الديني

0 14

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب في الثانوية الأزهرية، والمعروف أن جامعة الأزهر غير مختلطة، ولكن الثانوية الأزهرية صعبة جدا ومرهقة، وتوجد مدارس ثانوية أسهل منها، ولكن التخرج يكون لجامعة مختلطة، فماذا أفعل؟

أشعر بالذنب إذا درست في جامعة مختلطة مع وجود فرصة لي في جامعة غير مختلطة، ولكنها تحتاج إلى جهد وتعب كبير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نفهم الحيرة التي تشعر بها بين الالتزام بالدراسة في جامعة غير مختلطة، وبين الضغط والجهد الذي يتطلبه استمرارك في التعليم الأزهري، من الجيد أنك تفكر في الأمور من زاوية إسلامية، وتريد أن تتخذ القرار الأنسب لدينك وحياتك.

أولا: من المهم أن تتذكر أن الإسلام يحثنا على السعي وراء العلم والمعرفة، ويحثنا على التفوق والتميز في مختلف المجالات، لكن من الضروري أيضا الالتزام بالضوابط الشرعية في أي مجال نختاره.

بعض النصائح التي قد تساعدك في اتخاذ قرارك:
1. أول شيء يجب أن تركز عليه هو نيتك، إذا كان هدفك من الدراسة في الجامعة المختلطة هو طلب العلم بغرض تحقيق منفعة لنفسك وللمجتمع، فهذا أمر محمود، لكن يجب عليك أن تحرص على الالتزام بالآداب الإسلامية في تعاملاتك داخل الجامعة.

2. إذا قررت الالتحاق بجامعة مختلطة، فاحرص على الالتزام بالضوابط التي تحميك من أي معصية، حافظ على الحدود الشرعية، واحرص على أن تكون علاقاتك مع زميلاتك في حدود الحاجة فقط، بدون تجاوز أو اختلاط زائد.

3. إذا كنت ترى أن الدراسة في الثانوية الأزهرية صعبة، تذكر أن الاجتهاد والصبر على المشقة في سبيل العلم له أجر عظيم، قال الله تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" (العنكبوت: 69)، فكلما زاد الجهد، زاد الأجر والثواب.

4. إذا كنت لا تزال في حيرة من أمرك، يمكنك اللجوء إلى صلاة الاستخارة، استخر الله واطلب منه أن يوجهك إلى الخيار الذي فيه الخير لك في الدنيا والآخرة.

5. يمكنك التحدث مع أساتذتك، أو العلماء الموثوقين الذين تثق بحكمتهم، ورأيهم في هذه الأمور، قد يكون لديهم منظور إضافي يفيدك في اتخاذ قرارك.

6. صحيح أن التعليم في الثانوية الأزهرية قد يكون متعبا، لكن تذكر أن كل نجاح يحتاج إلى جهد، وفي المقابل، لا بأس في اختيار ما يخفف عنك الضغط النفسي والجسدي، إذا كان ذلك لا يتعارض مع مبادئك وقيمك الإسلامية.

في النهاية: تذكر أن كل قرار في حياتك يحتاج إلى تفكير عميق، وتوازن بين الرغبات الشخصية والتزاماتك الدينية.

نسأل الله أن يوفقك للقرار الذي يرضيه، ويحقق لك النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات