السؤال
السلام عليكم
أنا شاب عمري 19 عاما، وبعد شهر سأبدأ دراستي في الكلية من أجل مستقبلي، لكنني أعاني من رهاب شديد، وأشعر بالاحمرار لدرجة أنني أصبحت أرتدي قبعة، أخاف من اقتراب موعد بدء الدراسة، حيث سيتعين علي التحدث أمام الجميع، وهو أمر شائع في الجامعات والكليات.
أنا متحير في أمري، ولا أدري إذا كان يجب علي التوجه إلى العمل، أم إلى الدراسة! مع العلم أنني قد سجلت ودفعت مبلغا ماليا للدراسة، وقد عملت لمدة سنة لجمع المال اللازم للتعلم، ثم تركت العمل استعدادا للدراسة، بالإضافة إلى ذلك، أشعر بالخجل من المشي في الشارع، والتحدث مع الآخرين، وأشعر بدقات قلب سريعة، واحمرار، وهلع عند دخول المسجد!
أحتاج إلى نصيحتكم في هذا الأمر، ساعدوني ولكم الأجر -بإذن الله-.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Adam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
والذي حقيقة أعجبني لما فيه من رغبة واضحة عندك في طلب العلم، ولذلك عملت حتى جمعت مالا لتدفعه للكلية، وأنت على وشك بداية كليتك، وأنا أشد على يدك في طلب العلم والتعلم؛ ففيه المستقبل المفيد لك ولمجتمعنا -وإن شاء الله تعالى-، فلا تتردد -أخي الفاضل- في الذهاب إلى الكلية، واقتحام مجالات العلم وطلب التعلم.
أخي الفاضل: نعم يبدو من سؤالك كما ذكرت أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي، وكما تعلم أن الرهاب الاجتماعي هو من أكثر أنواع الرهاب انتشارا في المجتمع، وإن كان كثيرا ممن يعاني منه لا يتحدثون عنه خجلا من هذا، والرهاب الاجتماعي يتجلى من خلال العديد من الأعراض ومنها احمرار الوجه، وخاصة عند اللقاء مع الآخرين، وصعوبات الكلام أو الحديث مع الناس الآخرين، وخاصة إن طلب منك أن تتحدث أمام الطلاب أو المعلم.
أخي: الخطأ الذي يقع فيه من يعاني من الرهاب الاجتماعي أنه يبدأ بتجنب مواجهة المواقف التي تسبب له التوتر، والتي ربما قد تصل إلى نوبات الهلع والذعر، طبعا عكس التجنب هو المواجهة والإقدام، فنصيحتي لك أن لا تتردد بل تقتحم جو الجامعة، نعم ستكون هناك صعوبات في البداية من شعورك بالتوتر والرهاب، إلا أن هذا سيزول مع الوقت، فأنت لست أول واحد ولست آخرهم.
وأنا متأكد -بإذن الله عز وجل- أنك ستتجاوز هذه الصعوبة حتى يصبح الأمر بالنسبة لك عاديا، مثل كثير من الناس، والطلاب.
وأدعو الله تعالى أن يعافيك من هذا الرهاب الاجتماعي من خلال إقدامك، ومواجهة هذه المواقف، وأن يجعلك ليس فقط من الناجحين، بل من المتفوقين، لتخدم نفسك أولا، ثم أسرتك ومجتمعك وأمتنا التي هي بحاجة إلى كل جهد نبذله في سبيل الله عز وجل.
والله الموفق.