انطوائي وحساس ولم أجد علاجاً ينفعني!

0 10

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري21 سنة، مشكلتي أني انطوائي منذ صغري، تعرضت للتنمر من كل الناس، وللأسف لم أكن أصلي، أكبر ذنب في حياتي، ودخلت في دوامة الإلحاد والكره للناس، والخوف، والشك في كل شيء، وكنت أحس بالذنب في كل شيء أعمله، مثلا: لو آذيت قطة بالخطأ أو كتبت تعليقا يضايق أحدا.

وصلت لمرحلة الذهاب للدكتور النفسي والانتحار، ومنذ أكثر من 5 سنين أتعالج، والحمد الله ففي آخر سنتين مستمر على الصلاة والسنن، لكن عندي حساسية، لو أن أحدا عنده مشكلة أو في ظرف صعب أحس بالخوف والقلق عليهم.

طبعا أنا أخطئ كثيرا، لكني أحارب نفسي والشيطان والناس، أحاول أهرب من هذا، أقول كلنا سنموت، وأهم شيء عندي هو الخوف من الله.

لم أجد علاجا ينفعني، ولا أبا أو أما، ولا أخا أو أختا، ولا صديقا يقف بجانبي، أحاول أن أكون جيدا معهم، لكني آخذ همي في قلبي وعقلي!

أتمنى أكون شرحت الحالة جيدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، والذي شرحته وعبرت فيه بشكل مناسب عما تمر به.

أولا: أحمد الله تعالى على أنك التزمت بالصلاة منذ سنتين؛ فهذا أمر طيب ولله الحمد.

الأمر الثاني: الذي أحمد الله تعالى عليه، أنك لجأت إلى الطب النفسي، وأنت تتلقى العلاج بسبب الانطوئية، وما تعرضت له من التنمر في طفولتك، إلا أني لم أفهم ماذا تقصد من أنك وبالرغم من مراجعتك للطبيب النفسي أنك لم تجد العلاج الذي يفيدك.

فهل ناقشت هذا الموضوع مع الطبيب النفسي الذي تراجعه؛ فالعلاج النفسي إنما يقوم على الصراحة والحوار، والانفتاح بين متلقي العلاج وبين الطبيب النفسي، فأرجو أن تفتح معه هذا الموضوع؛ لأننا لا نعرف ما هو التشخيص الذي وضعه لك الطبيب؟ وما هو العلاج الذي وصفه لك؟ سواء كان علاجا دوائيا أو علاجا نفسيا، عن طريق الجلسات، فأرجو أن تكون صريحا مع الطبيب، وتناقش معه هذا الموضوع.

أخي الفاضل، النقطة الثانية: هي ما تشعر به من الوحدة وعدم وجود من يقف معك ويدعمك في حياتك وفي معاناتك هذه، نعم، صحيح إن الشعور بمثل هذه الوحدة أمر صعب، ولكن حاول ولو بالتدريج أن تقترب من المقربين إليك، سواء داخل الأسرة أو خارجها من الأصدقاء، ورويدا رويدا لعلك تبني علاقة متينة مع بعض هؤلاء لتشعر بالانتماء الاجتماعي؛ فالإنسان بطبعه مخلوق اجتماعي يحب الاختلاط والتفاعل مع الآخرين.

فأرجو أن ييسر الله تعالى لك هذا، داعيا الله تعالى لك أولا أن يثبتك على صلاتك والتزامك، وثانيا أن ييسر لك العلاج الذي تطمئن وترتاح إليه، وأن يخفف عنك من شعورك بالوحدة هذه، ولا تنسنا -أخي الفاضل- من دعوة صالحة في ظهر الغيب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات