تقدم لخطبتي شاب أصغر مني وأقل ذكاء.. هل أقبل به؟

0 16

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 27 سنة، مهندسة، ومحاضرة في كلية البناء، جميلة ومحبوبة، وذات شخصية جميلة، تقدم لخطبتي شاب أصغر مني سنا، مهندس مواصلات، تعجبني أخلاقه، ومسؤولياته، حنون ورحيم، وكان زميلي في الدراسة، وهو يحبني جدا، وصديقاتي يقلن لي: من الصعب إيجاد شاب يحب فتاة لهذه الدرجة وبهذا الاهتمام.

أحببته، لكني لا زلت مترددة، فهو ليس فتى أحلامي، شكله مقبول، ولكن ليس بالجميل، أخاف أحيانا أن تكون ابنتي تشبهه بجمالها، وطوله يعجبني.

أيضا سبب ترددي أنني صاحبة ذكاء أكثر بحسب رأيي، فأنا أفهم أسرع منه، وأسرع منه بديهية، ولكنه في الدراسة عن بعد كان يفهم سريعا المواد المسموعة.

وسبب ترددي الثالث هو أني أعمق منه تفكيرا، فأخاف أن أشعر بالوحدة فكريا معه، رغم أن احتكاكي به جعلني أنظر لزوايا ثانية، ولكنني مثلا أسمع بودكاست لأشخاص أصحاب ألقاب متقدمة في السياسة والاقتصاد وغيره هو يسمع لأشخاص أقل خبرة وعلما.

أمه كانت سبب في قبولي لمكتب هندسة، وساعدني نفسيا معنويا في فترة امتحاناتي الأخيرة.

علما بأني صليت الاستخارة مرتين، بماذا تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال.

بداية: نحب أن نؤكد لأبنائنا وبناتنا أن الإنسان لا يمكن أن يدرك كل ما يطلب، فما كل ما يتمناه المرء يدركه، ولذلك نحن بحاجة إلى كثير من الواقعية في طلباتنا.

من الذي ترضى سجاياه كلها** كفى بالمرء، نبلا أن تعد معايبه.

والأمر الهام في هذه المسألة هو أننا عندما نقيم الزوج، ينبغي أن ننظر إلى أمور غاية في الأهمية، مثل وجوده في الحياة، وفاعليته، وحسن تواصله، ومقامه بين الرجال، ووضعه في المهام المكلف بها، هذه هي الأمور الأساسية، فالرجل قد لا يعاب لأجل شكله، ولكن يعاب لأجل الهم الذي يحمله، والهمة التي عنده، وقدرته على حماية أسرته، وقدرته على أن يكون أبا ناجحا في حياته.

والمعيار النبوي دائما - سواء كان بالنسبة للنساء أو الرجال-: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، "إن كرهت منه خلقا رضيت منه آخر".

ونحب أن نؤكد أن الصفات التي وزعها الله هي أرزاق موزعة بين خلقه، فما من إنسان إلا وعنده ما يميزه، وعلينا أن نكتشف الجوانب المشرقة عندنا، ثم بعد ذلك نتدارك الجوانب التي فيها نقص فننميها.

وعليه نحن لا نريد أن يكون التفكير بالطريقة المذكورة في هذا السؤال، وإن كان هذا من حقك، ولكن إذا أردت أن تفكري بهذه الطريقة وبهذه المقارنات؛ فأرجو أن تأخذي ورقة وتحشدي ما فيه من إيجابيات، إلى جوارها ما عنده من سلبيات، ومن الشجاعة أيضا أن تضعي ما عندك من إيجابيات، وما عندك أيضا من سلبيات، وتعطي نفسك فرصة للتأمل، وبعد ذلك إذا كان هناك سلبيات قاتلة ينبغي أن نبحث: هل هناك إمكانية للتغيير والتصحيح؟ وهل يا ترى هذه السلبيات الموجودة لها علاقة فعلا بالحياة الزوجية وسعادة الزوجين؟

هذه من الأمور التي أرجو أن يكون فيها تفكير، ثم بعد ذلك لا بد من التفكير في الخيارات المطروحة، يعني كوننا نجد شابا يطرق الباب ويصر -كما أشارت الزميلات أنه متعلق ومرتبط وحريص- هناك أمور كثيرة لا بد أن نصطحبها في تفكيرنا.

ولذلك نتمنى أن تتأملي الأمور؛ لأن القرار الصحيح يبنى على قواعد صحيحة، يبنى على النظر في مآلات الأمور وعواقبها، والنظر في البدائل المتاحة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك لحسن الاختيار.

أما نحن فنجد في أنفسنا ميلا للقبول بالشاب المذكور، بعد أن قلت: "تعجبني أخلاقه ومسؤوليته وحنانه ورحمته"، وهذه أساسية جدا ومهمة جدا في الزوج، الأخلاق والمسؤولية، ولعل هذه أهم الصفات، لذلك قال في اختيار الزوج: (من ترضون دينه)، والأخلاق موجودة في الدين، فإذا قلنا (دينه وخلقه)، معنى ذلك أخلاقه ودينه وخلقه؛ لأن الأخلاق موجودة في الدين، وأيضا أفردها الشرع عندما قال: (دينه وخلقه)، فهو تتوفر فيه الأخلاق، وتتوفر فيه المسؤولية، وهذه أعلى المؤهلات التي ينبغي أن تبحث عنها الزوجة، فكيف إذا كان معها حنان ورحمة؛ لأن الزوجة بحاجة إلى زوج يحبها ويؤمنها، هي بحاجة إلى الحب والأمان، وهذا متوفر، والزوج بحاجة إلى التقدير والاحترام، فوفري له ما يحتاجه، وقد وفر لك ما تحتاجينه كأنثى، ونسأل الله أن يعينكما على الخير، وأن يجمع بينكما على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات