الطريقة الصحيحة المتبعة في تربية طفل عمره 7 سنوات

0 396

السؤال

لدي أخ أعتبره ابنا، أحاول أن أزرع في نفسه حب الله ورسوله، وكرما وسيرا على منهج الإسلام؛ لهذا أحاول بشتى الطرق أن يتسلى في وقته، وإذا لم يلتزم بأداء فرض في وقته كأن يجمع صلاة المغرب والعشاء، أو ينام بدون أن يصلي صلاة العشاء أعاقبه بأن أمنعه من الخروج، وعدم مشاهدة الرسوم المتحركة، وعدم ركوبه الدراجة.

المهم أنني أمنعه في ذلك اليوم أن يلهو، بل في ذلك اليوم آمره بالدراسة أو حفظ القرآن، مع العلم أنني قد اتفقت معه على هذا العقاب، ولكن عندما أنفذه يبدأ يبكي كثيرا، ويضع أصبعه في فمه، وأتألم كثيرا، وأخاف إن استمريت على هذه الطريقة بعض النتائج العكسية، وخصوصا أنني قد أدخلته لحفظ القرآن، ولكن الشيخ الذي يحفظه يضربه بقسوة على يده ورأسه لأتفه الأسباب على حد قوله، وأحس أنه بهذه الطريقة لن يستمر في حفظ كتاب الله.

وخصوصا أنني أعلمه أن الضرب والصراخ لغة الضعفاء، وأنه يجب علينا ألا نضرب فتاة، لقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: (أوصيكم بالنساء خيرا).

فأرجوكم ساعدوني؛ لأنني لا أعرف كيف أتعامل معه، وخصوصا بالنسبة لهذا الشيخ الذي يجب عليه أن يحبب الأطفال في كتاب الله.

عمر أخي 7 سنوات، وهو متفوق في دراسته، أرجوكم ما العمل؟ ساعدوني أعانكم الله.

على فكرة، لم يصلني الرد على الاستشارة رقم 110512

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Aaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكم نحن سعداء بفتاة تجتهد في توجيه وتربية أخيها الأصغر، وهنيئا لمن تريد أن تغرس في نفوس الأجيال حب الله، وتسيرهم على هدى الإسلام، ونسأل الله أن يكثر في أمتنا من أمثالك، وأن يحقق لك كل آمالك، ومرحبا بك بين آبائك وإخوانك.

ونحن نتمنى أن يشعر هذا الطفل بالحب والأمان، وأن يأخذ قسطا من اللعب قدر الإمكان، وحبذا لو كان ذلك بعد عودته من حفظ القرآن، مع ضرورة انتقاء ألعاب تسره وتفيده، وقدمي التربية بالحوافز على أسلوب الحرمان، وذكريه بالصلاة عند الأذان، واعلمي أنه في بداية الأعوام التي أمرنا رسولنا أن نذكرهم فيها بالسجود للرحمن.

واجعلي أمرك له بتلاوة القرآن وأداء الواجبات في كل زمان ومكان، ولا تربطي ذلك بتمرده والعصيان، وأرجو ألا تطول فترة الحرمان، وأن تتناسب العقوبة مع ما وقع فيه من العصيان، كما أرجو أن تكون العقوبة بعيدا عن الولدان، وألا يصاحبها إذلال وهوان.

وحبذا لو استطعتم أن تتفقوا مع مدرس القرآن على منهج موحد، وليته كف يده عن الصبيان، فإننا نعيش في زمان غير ذلك الزمان الذي تربينا فيه على الذل والهوان، فسهل علينا تحمل الهوان والسكون لليهود، وهم أجبن أهل الزمان، وإلى الله المشتكى، وعليه التكلان، وبه الاستعانة وبحماه يحتمي الحيران.

ولا يخفى عليك أن الطفل يتأثر باختلاف أساليب التوجيه، فحاولوا إيصال وجهة نظركم للمدرس الذي نتمنى أن يعلم أن الضرب لا يصلح لكل إنسان، وأنه آخر دواء وعلاج للمعاند الكسلان.

وأرجو أن تشجعي تفوقه، وفكري في آثار كل عقوبة قبل الإقدام عليها، واجعلي فترة العقوبة قصيرة، وأشعريه بأنه لا يزال محبوبا، ولا تبطلي مفعول العقوبة بإظهار ندمك وتحسرك أمامه، واطلبي ممن يشاركك في التوجيه أن يدفع معك في اتجاه واحد.

وهذه وصيتنا لكم جميعا بتقوى الله، فإن البيوت تصلح بطاعتنا لله، وأكثروا له من الدعاء، واعكسوا له من حياتكم الصدق والاجتهاد والحياء.

والله الموفق.

ملاحظة: بالنسبة لسؤالك الآخر الذي تستفسرين عنه فقد تم تحويله إلى قسم الفتوى للإجابة عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات