إلى متى سأظل أتناول علاج أمتربتلين لمشاكل المعدة؟

0 1

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 58 سنة، قضيت نصف عمري مع معاناتي من المعدة، ربما -والله أعلم- لأني عشت طويلا في توتر وقلق، وكبت لتراكمات نفسية لها أسبابها، فشلت معي جميع أدوية المعدة، فلجأت إلى الطب النفسي لمعالجتي نفسيا.

كتب لي الطبيب نوعا من العلاجات لم تتحمله معدتي منذ أول قرص، فغير الدواء إلى (أمتربتلين)، 25 ملغ في المساء، وبعد تناوله حدث شيء غير متوقع، فالمعدة استراحت مرة واحدة في الصباح بنسبة 90%، وفي أقل من أسبوع شفيت تماما، واختفى الأرق، وتحسنت شهيتي للطعام، وبدأت حالتي النفسية ترتاح بعد نهاية الأسبوع الثاني من العلاج، وخلال فترة العلاج -8 شهور- شفيت تماما وتوقفت عن العلاج.

بعد التوقف بأيام رجعت متاعب المعدة، والأرق، وفقدان الشهية؛ فعدت للعلاج؛ فانضبط كل شيء، قصدت تجربة ذلك أكثر من مرة حتى أتأكد من ذلك؛ فتأكدت.

أنا مستغرب مما حدث؛ لأنه مخالف لمنطق الطب، فكيف لقرص واحد أن يفعل هذا؟! رغم أنه دواء لحاجة أخرى.

سؤالي: هل يمكن تناول هذه الجرعة مدى الحياة؟ علما بأني أتناول هذا العقار منذ 4 سنوات.

أفيدوني على عجل أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أخي: ما حدث لك هو أمر طيب جدا، وهو نعمة من نعم الله العظيمة؛ لأن الله تعالى -يا أخي- قادر على أن يشفي الإنسان بسبب أو بدون سبب، أو بأوهن سبب وأضعف سبب، وأحيانا بأغرب الأسباب.

الإيمتريبتالين هو أول مضاد فعال للاكتئاب يتم اكتشافه، وهو قرين للإيميبرامين، الذي اكتشف تقريبا في نفس الوقت، من المعروف أن اضطرابات المعدة في كثير من الأحيان تكون مرتبطة بالتوتر والقلق والانفعالات السلبية، والمعدة ليس لها أي أدوات للتعبير عن آلامها إلا من خلال إظهار الأعراض الجسدية؛ ولذا نسمي مثل هذه الحالات بالحالات النفس جسدية.

بفضل الله ورحمته، فإن الإيمتريبتالين قد ضبط عندك النواة القلقية المشتعلة، وهذا علاج ممتاز جدا؛ فإذا الإيمتريبتالين علاج ضروري بالنسبة لك، وأنا أؤكد لك أنه دواء سليم ودواء ممتاز.

لكن بما أنك بلغت 58 من العمر -وأسأل الله تعالى أن يطيل عمرك في عمل الصالحات-، هنالك بعض المحاذير البسيطة فيما يتعلق بالآثار الجانبية للإيمتريبتالين، الإيمتريبتالين مع تقدم السن وإذا كان الإنسان حدث له تضخم في غدة البروستاتا -وهذا أمر طبيعي جدا يحدث مع التقدم في السن-، فقد يساعد في ظهور ضعف في تيار البول، بمعنى أن الإيمتريبتالين يساعد في ظهور هذا الضعف؛ لذا: في بعض الأحيان قد لا ننصح بهذا الدواء لكبار السن، أو إذا أعطي لهم، لا بد من المتابعة والمراقبة الطبية، كما أن الأيمتريبتالين ربما يرفع ضغط العين، خاصة عند كبار السن.

بخلاف ذلك لا توجد أي إشكالات، أنا لا أريدك أبدا أن تنزعج بكلامي، هذه حقائق علمية تتطلب الأمانة الطبية أن تكون على دراية بها، أنا لا أتوقع أبدا أن تكون جرعة الـ25 ملجم ليلا ذات أثر سلبي عليك، لكن ذكرت لك هذه الحقائق لتتحوط، راقب مثلا تيار البول عندك، تأكد أنه ليس لديك تضخم في غدة البروستاتا، ويا حبذا لو ذهبت إلى طبيب العيون مثلا وقمت بقياس ضغط العين، فهذا فحص بسيط جدا لا يستغرق أكثر من خمس دقائق.

استمر على الدواء، وكل سنة يمكن أن تفحص ضغط العين، هذا هو المطلوب، والدواء سليم وفاعل، و-الحمد لله- الذي نفعك به.

وطبعا -يا أخي الكريم- بجانب هذا الدواء الفعال، لا بد أن تعيش حياة صحية، لا بد أن تمارس رياضة المشي، فهي مفيدة جدا لإزالة القلق والتوتر، وفي حالتك هذه تفيدك أيضا جسمانيا، وتجنب السهر، فهو أحد المتطلبات، ونظم غذاءك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات