توتر وقلق مع قولون عصبي أدى بي لاعتزال الناس!

0 12

السؤال

السلام عليكم

منذ فترة عامين أتاني شعور غريب، وكأنها أعراض الذبحة القلبية، تسرع بضربات القلب، دوخة، وأعراض أخرى، ذهبت إلى الطوارئ، وأجريت الفحوصات اللازمة، وقالوا لي إنك سليم، ويمكن أن تكون لها علاقة بمشاكل هضمية، أو نوبة هلع.

بعدها صرت قلقا بشكل كبير أن تحدث لي مرة أخرى، وأحرج أمام أصدقائي، حاولت أن أبتعد عن أي شيء يمكن أن يحفز هذه الأعراض، ولكن دون جدوى.

أصبحت منعزلا، أجلس في المنزل، أخاف الخروج كي لا تحدث مرة أخرى، ذهبت لعدد من الأطباء ولكن الفحوصات كانت سليمة، ذهبت لطبيب القلب من أجل فحص الجهد، وقال لي: إن قلبي جيد، وفحوصات الدم جيدة.

ذهبت لأخصائي تغيير سلوكي، وعملت جلسات الحوار، وتحسنت -الحمد لله-، ولكن في رمضان الماضي (بعد عام) أتت نفس الأعراض لدي، وأحسست بضيق تنفس، وكأني نسيت كيف أتنفس، وأعراض غريبة، ومن يومها وأنا لدي قلق وخوف.

ذهبت لأخصائي نفسي فقال لي: إنها أعراض توتر وقلق عام، ووصف لي ecitaloprame 10mg لمدة عام، وأعطاني دواء لمدة أسبوعين كتجربة، و xanax عند اللزوم.

بعد أسبوع من تناول الـ ecitaloprame، لاحظت أن دقات قلبي نزلت إلى ٣٧ دقة لمدة ١٠ دقائق، عندما كنت نائما في يوم عن طريق الساعة، وعندما تحدثت للطبيب النفسي طلب مني أن أتوقف عن تناوله، وطلب مني أن أغير الدواء.

لكن عندما تحدثت لطبيب الجهاز الهضمي قال لي: إن دقات القلب إذا نزلت دون أعراض، فلا داعي للخوف. دكتور الهضم كشف أن لدي جرثومة المعدة، ولكن عندما أنهيت العلاج وتعافيت منها نهائيا، اكتشفت أن أعراض الخوف والقلق لا تزال موجودة، فقيل لي إن لدي قولونا عصبيا مترافقا مع القلق وعلاجه نفسي.

حاليا: أنا حائر من أمري، ولا أعرف إن كان بإمكاني علاج هذا الأمر بالتغيير السلوكي، أو عن طريق تناول الأدوية.

أخاف من الرياضة؛ لأنه لدي إحساس بأن قلبي ليس بخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

النوبة التي حدثت لك قبل عامين، والتي أتاك فيها الشعور الغريب وكأنك قد أصبت بذبحة قلبية، مع شعور بالدوخة -حفظك الله-، هذه أعراض نوبة هرع، ولا شك في ذلك؛ حيث تعطي هذا الشعور، والهرع هو نوع من القلق النفسي الحاد والشديد، وكثيرا ما يخيل للذين يصابون بأنواع معينة من نوبات الهرع أو الفزع أو الهلع، ويأتيهم هذا الشعور أنهم قد أصيبوا بذبحة قلبية، وأنهم على أعتاب الموت، أو شيء من هذا القبيل.

أخي الكريم: هذا مجرد نوع من القلق، والقلق الذي لديك -كما تفضلت- يظهر في شكل أعراض نفس جسدية، وتتمركز أعراضك النفسية والجسدية حول الإصابة بضيق التنفس وأعراض في الجهاز الهضمي.

بالنسبة لدقات القلب أخي الكريم؛ فإن انخفاضها إلى 37 نبضة في الدقيقة، هذا وضع حقيقة لا يمكن تجاهله؛ 37 نبضة هذا بطء شديد في ضربات القلب؛ أنا شخصيا لم أسمع به، ولا أتجاهل كلامك، ولكن ربما يكون هنالك خطأ في رصد ضربات القلب؛ لأنها لو كانت 37 ضربة في الدقيقة لمدة 10 دقائق، هذا ليس أمرا معتادا.

أقول لك: لو راجعت طبيب القلب سيكون من أفضل؛ حتى تطمئن تماما، يمكن للطبيب أن يجري لك اختبار الهولتر، وهو جهاز يرصد ضربات القلب لمدة من 24 إلى 48 ساعة؛ فهذا الفحص سيكون حازما وحاسما جدا، وسيجعلك تطمئن تماما على قلبك.

أنا متأكد أن الجوانب النفسية تلعب دورا كبيرا في حالتك، لكن حتى تطمئن، اعتقد أنه يجب أن تقوم بعمل الهولتر، وبعد ذلك يمكنك تناول الدواء النفسي، وإذا لم يناسبك عقار "استالبرام"، فإن عقار "سيرترالين" سيكون دواء مناسبا جدا، ويمكنك تناوله بجانب العلاجات السلوكية، والتمارين الاسترخائية، والتمارين الرياضية.

التفكير الإيجابي السليم، والمشاعر الإيجابية الطيبة، وأن تحسن إدارة وقتك، هذه كلها علاجات سلوكية مهمة جدا، لكن يجب أن تتأكد من سلامة القلب حتى تتناول الدواء النفسي.

أنا مطمئن بدرجة كبيرة، لكن أريدك أن تكون أكثر اطمئنانا، لن يكون من المهنية أن أنصحك بتناول دواء، وقد انخفضت ضربات قلبك إلى 37 ضربة في الدقيقة لمدة 10 دقائق.

لذا لا بد أن يتم عمل فحص الهولتر، وهو بسيط وغير مكلف، وبإذن الله تعالى ستطمئن تماما.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات