أعيش في اكتئاب بسبب الفشل الدراسي!

0 7

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أعيش في السعودية، وكنت اجتماعيا، وجيدا في دراستي، إلى أن عدت إلى مصر، ودخلت الجامعة، وهنا انحرفت عن المسار، ورسبت في أغلب المواد، وبعدها بدأت حالتي النفسية في التدهور، أكملت 8 سنوات ولم أتخرج، بعد أول رسوب بدأت المشكلة كما أعتقد.

أعاني من الاكتئاب بسبب الفشل، ولكن بعد ذلك تحول الاكتئاب إلى رهاب، وخوف من التعامل مع الناس، وعزلة تامة، حتى أني أخاف الجلوس مع أهلي.

ذهبت إلى طبيب نفسي منذ أكثر من 6 شهور، وكتب لي: لوسترال 50 ملغ، وفافرين 100 ملغ، وتحسنت -ولله الحمد-، إلى أن أتت خالتي للبيت، وكانت مقيمة معنا، شعرت فورا بالقلق والخوف من التعامل معها، وكان ذلك واضحا علي، حينها كنت قد أكملت 3 أشهر من تناول الأدوية، فزدت جرعة اللوسترال إلى 100 ملغ ليلا، وأتناول 100 ملغ فافرين صباحا، وتحسنت كثيرا على المستوى الاجتماعي.

من أهم فوائد الدواء: أعاد لي الشغف، لم أكن أشعر بالسعادة في أي شيء، وبدأت في تعلم اللغة الإنجليزية، ووصلت لمرحلة جيدة جدا.

المشكلة التي لدي الآن: الخوف من اقتراب الدراسة، بسبب ضغط أهلي، وهي فرصتي الأخيرة، فأنا بين سندان خوفي من الكلية، ومطرقة ضغط أهلي لإنهاء الدراسة والتخرج، علما أن هذا الخوف أقل من مخاوفي في الماضي، وأصبحت الآن أتناول اللوسترال في الصباح، والفافرين في الليل، ثم عكست ذلك؛ لأن اللوسترال يسبب لي رعشة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، وقد وصفت لنا في سؤالك هذا حالتك بشكل مناسب.

أخي الفاضل: لا شك أن ما وصفته أنك بين سندان خوفك من الكلية، ومطرقة ضغط الأهل لتنهي الدراسة وتتخرج، بعد ثمان سنوات في الجامعة، لا شك أن هذا يضعك تحت ضغط نفسي شديد، ولكن أحمد الله تعالى على أنك أدركت أنك انحرفت عن المسار -كما أسميته في رسالتك-، وربما هذا انعكس عليك، فبدأت الحالة النفسية في التدهور -كما وصفت-، ولعل تفسيرك جيد أنك أصبت بحالة من الاكتئاب النفسي، وربما هذا أيضا يؤكد أنك تحسنت كثيرا على الدواءين: (اللوسترال) و(الفافرين)، وهذا خفف من شدة الاكتئاب النفسي.

تقول أنك استبدلت اللوسترال في الليل والفافرين في الصباح، المفروض أن هذا لا يؤثر عليك كثيرا، ولكن كنت أتساءل لماذا غيرت هذا الأمر طالما كانت الأمور نوعا ما مستقرة؟

نصيحتي لك -أخي الفاضل-: أن تتحدث مع المرشد النفسي عندك في الجامعة، لعله يرشدك إلى نقطة الخلل في دراستك، فإذا كنت تحضر الجامعة وتدرس فلماذا ترسب في نهاية العام؟ ولا شك -كما ذكرت- أن هذا العام الذي ربما يكون العام الأخير لك في الجامعة سيزيد من توترك وقلقك، لذلك حقيقة أنصحك بأن تتحدث مع المرشد النفسي في الجامعة، معظم الجامعات فيها عيادة للطلاب، فلعله يفيدك في معرفة مكان الخلل -كما ذكرت- في طريقة تحضيرك ودراستك، وأيضا يمكن أن تتحدث مع مدرس المادة التي تجد فيها صعوبة، لعله أيضا يساعدك، فمن الأولويات التي يجب أن تركز عليها -ولا أريد أن أزيد من الضغط النفسي عليك- هو تخرجك من الجامعة بشكل مناسب، ولكن أيضا بصحة نفسية متوازنة ومناسبة.

لا أدري من يشرف على علاجك الدوائي في هذه المرحلة، حيث دوما ننصح أن يكون العلاج بالأدوية النفسية تحت إشراف الطبيب النفسي، فهذا أفضل، فقد يغير الطبيب الجرعة بحسب حاجتك النفسية؛ لأن الاكتئاب يترافق في كثير من الأحيان بضعف التركيز والانتباه، ولعل هذا يفسر الصعوبة التي تجدها في النجاح والتخرج.

الطبيب الذي يمكن أن يقوم بفحص حالتك النفسية سيكون في موقع أفضل من مجرد استشارة نفسية عن بعد، ينصحك ويوجهك ويعدل في الدواء، لتأتي بالنتائج التي تتطلع إليها.

مواد ذات صلة

الاستشارات