تصيبني أعراض جسدية عند البدء بالشجار، فكيف أتغلب عليها؟

0 6

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 36 سنة، مشكلتي عند التعرض للمضايقات أو المشاجرات الكلامية، أشعر بتسارع شديد في نبضات القلب، وأشعر بالخوف والهلع، وارتخاء شديد في الأعصاب، مع صعوبة بلع الريق، وعدم القدرة على الكلام، وكأني مهزوم، وعند رؤية الشخص الذي حدث بيني وبينه الموقف أشعر بنفس الإحساس، لا أحب المشاكل والمشاجرات، ولكن هناك بعض البشر يدفعوننا أحيانا للمشاكل، ولا بد من خوض المعركة، إما الانتصار أو الهزيمة.

كنت في السابق أواجه مشاكلي بكل ثقة، وكل يقين بأني المنتصر على من يتنمر علي ويضايقني، أما الآن لا أعرف ماذا حصل! أخاف من الناس، ولدي إحساس بالعجز، أنا طيب القلب، ولا أحب المشاكل إطلاقا، ولكن معظم الناس تظن أن الطيبة والبعد عن المشاكل ضعف!

آسف على الإطالة، وأرجو المساعدة، والعلاج، ووصف الجرعة المناسبة.

شكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل-، عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، والذي يصف أنك تشعر ببعض الأعراض الجسدية، عندما تدخل في مضايقة أو مشاجرة كلامية مع الآخرين، وأنك تشعر بتسارع ضربات القلب، والخوف، والهلع، وشيء من الارتخاء في الأعصاب، وصعوبة في بلع الريق، إلى آخره.

أخي الفاضل: إن كل ما وصفته من هذه الأعراض، إنما هي أعراض طبيعية، وهي ردة فعل فسيولوجية عندما يواجه الإنسان خطرا معينا في ظاهرة تعرف بـ "المواجهة أو الفرار"؛ فالإنسان عندما يواجه موقفا فيه شيء من التحدي، إما أن يقوم بالهجوم، أو يلوذ بالفرار، وكي يفعل هذا أو ذاك، فإن جسده يرتكز لهذا الموقف بإفراز هرمونات معينة، بحيث يتسارع القلب ليرسل كمية الدم الكافية إلى العضلات والرأس والقدمين، ليهجم الإنسان أو يلوذ بالفرار؛ ونفس الشيء ينطبق على الأعراض الأخرى التي ذكرتها، فهي أمور طبيعية لا تحتاج إلى علاج، علاجها بتجنب المضايقات، أو المشاجرة مع الناس، وبذلك لا يستجيب جسمك لمثل هذه التحديات.

أما ما لاحظته من تغير في نفسك، حيث كنت تميل إلى المشاجرة لتنتصر وتدافع عن نفسك ضد من يتنمر عليك، بينما الآن تجد ضعفا في هذا، فقد يكون لهذا أكثر من سبب؛ السبب الذي يغلب على ذهني هو أنك أصبحت أكثر نضجا نفسيا، بحيث تعلم أن مثل هذه المشاجرات لا تفيد كثيرا، وأصبح لديك من الحكمة والتقدير ما لم يكن لديك في أيام الشباب المبكر، بينما الآن وأنت في 36 من عمرك، فأنت أقرب إلى النضج والابتعاد عن مغامرات الشباب اليافعين، فلا أرى في هذا أي عيب.

ولذلك، فإن رأيي: إن حالتك لا تحتاج إلى علاج دوائي، سواء للأعراض التي ذكرتها لك، والتي هي ردة فعل فسيولوجية طبيعية، أو لما أسميته بالضعف وعدم الرغبة في المشاجرة، فكلاهما أمر طبيعي، راقب نفسك، وراقب الأفكار التي تأتي إلى ذهنك، واحرص على التركيز على نمط حياتك الصحي من ناحية النوم لساعات مناسبة، والتغذية المتوازنة، وكل هذا طبعا مع الالتزام بالصلاة، والدعاء إلى الله عز وجل، لتستقيم حياتك بالشكل الذي ترتاح له.

ندعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويكتب لك تمام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات