السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في كلية تكنولوجيا المعلومات، هداني الله إلى لبس النقاب منذ أسبوع تقريبا، وأنا ملتزمة به، ولكن المشكلة أنني أصبحت أواجه مشاكل مع المجتمع من ناحية الزي الذي ارتديه مع النقاب، فأنا بصراحة لم أعد أرتدي الألوان التي كنت أرتديها (الأزرق والزهر) وغيرها من هذه الفصيلة، وكذلك الاكسسوارات، ولكنني أرتدي العباءة والجلباب الشرعي.
والمشكلة أنهم قالوا لي بأنه يجب أن أرتدي البرنس الذي يغطي الكتفين، ولكن صراحة جربته ليوم واحد فهو غير عملي جدا، وكذلك بالنسبة للكفوف لا أستطيع التعامل مع لوحة المفاتيح بوجودها، وصراحة كلما أمشي في الكردورات أصبحت أحس أن الجميع ينظر إلي ويتكلم عني، فهذا خلق عندي إحساس دائم بعدم الراحة النفسية! فماذا أفعل؟
أرشدوني، وهل تنسيق اللبس مع النقاب فعلا حرام، أي حذاء أبيض وحقيبة بيضاء، وكذلك الحجاب الذي تحت النقاب وليس شرط الأبيض فقط، وكذلك الألوان المقبولة، فأنا معتادة هكذا وبصراحة لا أجد قبولا من نفسي بأن أكون غير مرتبة مثل غيري من زميلاتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضلة/ Amaal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يلهمك رشدك، ويعينك على طاعة مولاك.
ونحن نريد لصاحبة الحجاب أن تكون مرتبة ومنسقة، ومن الذي قال أن الالتزام لا يكون إلا بالفوضى؟ وقد كان الصحابة يرتبون شعورهم حتى وهم يدخلون المعارك التي كانوا يخوضونها في صفوف متراصة، فكيف بالنساء؟ ولكن ليس من الضروري أن يكون الترتيب تبعا للموضة التي أصبحت لونا من التقلبات، وربما الأشياء المضحكات.
ولا يخفى عليك أن الإسلام أراد لصاحبة الحجاب أن تتميز عن غيرها، حتى تجبر الأخريات على محاكاتها والسير على دربها؛ لأن المسلمة متبوعة لا تابعة، فقال سبحانه في آية الحجاب: ((ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين))[الأحزاب:59] فلا تبالي بالنظرات، ولا تلتفتي للكلمات، وتمسكي بما أكرمك الله به، وأبشري فغدا سيلتحق بك أخريات، رغم حرب الفاسقين والفاسقات.
واعلمي أن كلام الناس لا ينتهي، وأن رضاهم غاية لا تدرك، فأشغلي نفسك بما يرضي الله، واهتمي بدراستك حتى يعلم الجميع أن الالتزام يعين على التفوق والنجاح، مع ما فيه من طاعة للكريم الفتاح.
وأرجو أن يعلم الجميع أن الزي الإسلامي ليس له لون معين، ولكن لا ينبغي أن يكون زينة في نفسه، ومن الضروري أن يكون واسعا، وأن يكون ساترا للجسد، وألا يكون مثل لباس الرجال في طريقة تفصيله، وألا يكون لباس شهرة، وألا يشبه لباس الفاسقات والكافرات.
وأرجو أن تتمسكي بهذا الدرب، واعلمي أن طاعة الله أغلى وأغلى، وأنك مأجورة على صبرك ومعاناتك، ونسأل الله أن يلهمك الصبر، وأن يكتب لك الأجر.
والله الموفق.