السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ ١٦ عاما، وعندي ٣ بنات، أكبرهم عمرها ١٥ سنة، وافقت على الزواج والإقامة في منزل أم زوجي، منذ أول أسبوع زواج إلى يومنا هذا وزوجي له علاقات مع زملائه في العمل، ومن بينهم فتاة أحبها لسنتين ولم يواعدها بالزواج، وهناك أيضا غيرها، واكتشفت في هاتفه بالصدفة -عندما كان هاتفه بيد ابنتي الصغيرة، وكانت تلعب به- صورا له معهم، وهو محتضن إحداهن، وعندما واجهته بكى، وقد سامحته؛ لأن أمي مطلقة منذ أن كان عمري 8 سنوات.
ولكن بعد عدة أيام قال لي بأنها زميلته في العمل، ولكني أشعر بأنه يخونني معها، فهي بعمر 32 سنة، أما أنا فعمري 41 سنة، وفعلا بعد شهر طلب مني أن أوافق على زواجه منها، واعترف بحبه لها، وأنه لا يستطيع الاستغناء عنها، فطلبت الطلاق؛ لأنني لا أستطيع أن أعيش معه، ولا تحمل ذلك؛ فقد كان لا يعطيني حقي الشرعي لمدة تزيد عن الشهر، واستنزف طاقتي من أجل أن أخدم أمه، بينما هو يرى أنني أخالف شرع الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رباب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في الموقع، ونشكرك على الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونحيي صبرك وتحملك، وحرصك على مسامحة هذا الرجل رغم أخطائه، وأرجو أن تستمري على ما أنت عليه من الخير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ولكننا نود أن نقف معك هذه الوقفات.
نحن نتفق على أن هذا الذي يحدث ليس صحيحا، بل هو مخالف لشرع الله تبارك وتعالى، وها هو يحاول الآن تدارك الأمر، ونؤكد لك أن ما يفعله الرجل ليس من الصواب، ولكن دورنا كبير في تصحيح هذا الذي يحدث، وأنت امرأة عاقلة، فأرجو أن تحافظي على بيتك، وتحافظي على زوجك، وتطالبي بحقوقك الشرعية؛ وأن تجتهدي في إصلاح هذا الرجل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.
من المهم جدا أن تشجعي تواصله معنا؛ حتى يكون لنا دور وإسهام في إصلاحه، ونصحه، وتوجيهه، ويبدو أنه أيضا يحتاج إلى كثير من التوجيه؛ حتى لا يدخل الأذى والضرر على أهله، وأيضا يحتاج إلى أن ننبهه لخطورة أن تطلع البنيات على مثل هذه التجاوزات، نسأل الله أن يعينكم عن الخير.
نكرر شكرنا لك، ونطالبك بمزيد من التواصل، وتشجيع زوجك لعرض ما عنده؛ حتى يكون التوجيه له أيضا، فإذا كان الرجل قد أخطأ، فأرجو ألا تقابلي خطأه بخطأ آخر، وألا تتخذي قرارا يلحق الضرر بك وبالأسرة، نسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح الأحوال، وأن يرده إلى الحق والخير والصواب.
واحتسبي الأجر والثواب عند الله، متذكرة قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم"، فكيف إذا كان الرجل زوجك وأبا أبنائك، الذين نسأل الله أن يصلحهم وينبتهم نباتا حسنا، ولا نريد أن تتركي حياتك وأبناءك بهذه السهولة، وإذا استقام فهذا ما نريد، وإن لم يستقم، فحاولي من أجل البنات، لأنك ذكرت أن أمك طلقت وأنت في الثامنة من العمر، وهذا بلا شك له تأثير على التربية والنشأة، أن تظل البنت محرومة من والدها وهي صغيرة، ونحن على استعداد للتعاون معك في اتخاذ القرار الصحيح.
بارك الله فيك، فأنت في مقام بناتنا وأخواتنا، وجزاك الله خيرا وأصلح لنا ولك النية والذرية.