هل تنصحوني بإتمام الزواج أم أن العوائق دليل على الشر؟

0 12

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب مقيم في أوروبا، محافظ على الصلاة، وملتزم بالطاعات، ومعروف عني في منطقتي الالتزام بالمسجد، ولي سمعة طيبة -ولله الحمد والمنة- بعد تخرجي أردت أن أستعفف، فتكلمت مع فتاة عمرها 17 عاما، وطلبت منها أن تكلم أهلها لكي نطلبها بشكل شرعي.

تم الأمر، ولكن الأب رفض عقد القران قبل أن تتم الفتاة 18 عاما، فطلبوا أن نقرأ الفاتحة، واعتبروها شيئا شرعيا، وهي بدعة؛ فهم أناس بسطاء جدا، وأنا من عائلة ملتزمة، متعلمة ومطلعة على الدين، فلم يكن لدى أهل الفتاة علم بشيء اسمه نظرة شرعية، وبعد الفاتحة بدأت أنا والفتاة بالتعارف على الجوال، وقد كنت أخبرتها أنه لا يجوز أن نتكلم قبل عقد القران، فاستأذنت أهلها بأن نتكلم فوافقوا، ووافقت، وهذا خطئي.

بيني وبين الفتاة فارق في العمر، والفكر، والاهتمامات، هي ليست ملتزمة مثلي؛ وتضع المكياج، ولكن ملابسها ساترة، وبعد تعارفنا التزمت الفتاة بالصلاة أكثر من أي فترة مضت في حياتها، وخففت المكياج، وأصلحت ثيابها، وكل ذلك بتوفيق من الله، وكانت نيتي أن أصلحها معي.

بعد فترة وقعت أنا والفتاة في الحرام، ومن ثم حصل خلاف فتفرقنا، ثم تبت وطلبت منها أن تتوب، ثم استخرت الله أكثر من مرة، وعدت مع أبي لنصلح الخلاف، ونرتبط مرة أخرى، ووضعت شرطا أن لا يكون هناك أي تواصل قبل عقد القران إلا بالنظرة الشرعية، وتمت الزيارة بشكل ممتاز، إلى أن قال الأب كلمة لم يقصدها، أساء فهمها أبي، واعتبرها إهانة، فحصل خلاف بين الأبوين، ليس لي ولا للفتاة علاقة به، وهذا الخلاف قابل للإصلاح، وأستطيع العودة مع أهلي وطلبها مرة أخرى، ولكن أريد استشارتكم: هل أعود وأصلح الخلاف، أم لأني استخرت الله فقد صرفني عنها وصرفها عني، لأنها ليست خيرا؟

وجزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونوصيكم بتجنب ما يغضب الكبير المتعال؛ لأن للمعاصي شؤمها وثمارها المرة.

وأرجو أن تحتكم في حياتك قبل الزواج بالقواعد والضوابط الشرعية، وحتى بعد الخطبة عليك أن تعلم أنها مجرد وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام، فإذا أتممتم عقد الزواج أيضا، فينبغي أن تسارعوا بإكمال المراسيم؛ لأن التأخير ليس فيه مصلحة.

وندعوكم إلى إصلاح هذا الخلل الذي حدث -إصلاح ما بين الوالد ووالد الفتاة-، وأرجو ألا تظلم الفتاة لأجل هذا الخلاف الذي لا ذنب لها فيه، ولا ذنب لك فيه، ونتمنى من الآباء أن يتفهموا هذا الأمر.

وننصحك بإكمال المشوار مع هذه الفتاة التي عندها استعداد لأن تتحسن، واجتهد حتى يتم هذا بأن تكون العلاقة منضبطة، حتى لو أردت الزيارة ينبغي ألا تكون هناك بينكم خلوة؛ فإذا زار الخاطب المخطوبة فينبغي أن يكون في صالة مفتوحة، أو على مرأى من أهلها، وأيضا لا ننصح بكثرة الزيارات، وإنما ننصح بالاستعداد لإكمال مراسيم الزواج.

فالعودة، وطلب الفتاة، وإصلاح هذا الخلل هو الأصح، وهو الذي نميل إليه؛ لأننا لا نرضى أن يحصل خلاف مرة ثانية، وتترك الفتاة بعد الأخطاء التي حصلت؛ لأنها ستكون الضحية، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، والإنسان ما ينبغي أن يرضى لبنات الناس ما لا يرضاه لأخواته، أو لعماته وخالاته، وصيانتنا لأعراضنا إنما تبدأ بصيانتنا لأعراض الآخرين.

نكرر الرغبة في أن تصلحوا الخلاف، وتعودوا لتؤسسوا حياة صحيحة على قواعد هذا الشرع، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات