صفات الشخصية الثنائية القطبية

0 501

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أريد أن أعرف ما هي صفات الشخصية الثنائية القطبية؟ وهل يمكن أن أتغير ولا أكون شخصية ثنائية القطبية؟ وما هي سلبيات هذه الشخصية؟ وهل يمكن أن أتخلص منها؟

لقد أرسلت لك من قبل يا دكتور، والآن أريد ألا أضحك أبدا لا في فرحي ولا حزني، لأني كما ذكرت لك من قبل، إنني كثيرة الضحك حتى في الأحزان أضحك، لقد كرهت الضحك، فماذا أفعل؟

أحس بالملل من نفسي وأحزن من نفسي كثيرا، وكذلك أريد حلا للنسيان الزائد، لأنني أنسى لدرجة كبيرة.

إنني حاليا لا أريد أن أتعامل مع من حولي، أريد أن أبعد عن كل الناس، حتى ولو لأسبوع واحد، أنا مخنوقة جدا، وأحس بأني تائهة.

لقد تكلمت معك من قبل عن مدى وشدة خوفي من الظلم، وهذا ترك في إلى أن أكون متحاملة كثيرا على نفسي، فماذا أفعل؟

وشكرا لاستيعابك مشاكلنا وصدرك الرحب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد:

الشخصية الثنائية القطبية تعتبر شخصية بيولوجية إلى حد كبير، بمعنى أن هنالك عوامل بيولوجية، وغالبا تكون الوراثة أو التغيرات الكيميائية التي تحدث في الدماغ في أماكن معينة هي السبب للإصابة بهذه الشخصية، وهذه الشخصية تتميز بحدوث نوبات من الانشراح والإفراط في الفرح دون مبرر، وبعد ذلك ربما يتغير الإنسان إلى نوبات أيضا من الكآبة والشعور بالضيق دون سبب يبرر ذلك، هذه النوبات تختلف من إنسان إلى إنسان، وبعض الناس تكون حالته مستقرة فيما بين هذه النوبات، الإنسان أيضا ربما يكون كثير الانفعال أو في بعض الأحيان يكون كثير التراخي ولا يلتزم بواجباته الاجتماعية.

الشخصية الثنائية القطبية يمكن أن تتغير إذا حاول صاحبها أن يضبط من مشاعره وأن يضغط على نفسه وأن يحدد أهدافه في الحياة وألا يكون مستسلما، كما أن بعض هذه الشخصيات تتطلب المتابعة اللصيقة مع معالج نفسي، وقد تمتد هذه المتابعة لشهور أو إلى سنوات في بعض الأحيان.

لا شك أن سلبيات هذه الشخصية ربما توقع صاحبها في صعوبات وفي مشاكل مع الآخرين، خاصة إذا كان الطرف الآخر لا يفهم العلة الموجودة، كما أن أصحاب هذه الشخصية ربما يكونون عرضة في بعض الأحيان لاضطراب وجداني ثنائي القطبية والذي يتمثل بنوبات من الاكتئاب الشديد وربما تعقبها أيضا نوبات من الانشراح الشديد والذي لا يوجد مبرر له.

أرجو ألا تملي مطلقا، وأرجو أن تحاولي أن تضبطي مشاعرك، وذكر بعض العلماء أن الشخصية الثنائية القطبية هي شخصية مفكرة وشخصية منفتحة ولديها القدرة على الإبداع، فلماذا لا تتخيلين لحظات هذا الانشراح والضحك في عمل أشياء مفيدة، ويكون فيها نوع من الإبداع والإيجابية؟

النسيان يحل دائما بمحاولة التركيز على أمر واحد، وأن يعيش الإنسان بفكره في لحظته، وألا يحاول اجترار الماضي، وألا يشغل نفسه بالمستقبل، هذا هو التوجه أو النصيحة النظرية ولكنها أيضا يمكن أن تطبق عمليا إذا كان الإنسان جادا في ذلك.

أيضا تقسيم الوقت وأخذ القسط الكافي من الراحة يحسن من التركيز، وكذلك ممارسة الرياضة، ويقال أن شراب القهوة المركز أيضا يحسن من التركيز، كما أن القراءة بصفة دائمة خاصة قراءة المواضيع القصيرة ومحاولة تكرارها يساعد أيضا، وقد وجد أن قراءة القرآن ومحاولة حفظه تساعد على التركيز بصفة واضحة.

هنالك أيضا من العلماء من يدعو لأن يستعمل الإنسان أكثر من حاسة حين يفكر في أمر ما، على سبيل المثال: إذا أردت أن أتعرف على شخص اسمه أحمد أقول في نفسي: أحمد، وأنظر إليه، وأحاول أن أكتب اسمه، هنا أكون قد استعملت ثلاث حواس في نفس اللحظة، وهذا يزيد إن شاء الله من التركيز.

أرجو أن تقللي من حساسيتك، وأرجو أن تتقبلي أخطاء الآخرين بعض الشيء، وأن تحاولي أن تكوني فعالة، وإذا لم تستطيعي أن توجهي نفسك إيجابيا بصورة جيدة فنصيحتي لك هي أن تتابعي أخصائية في العلاج النفسي؛ خاصة العلاج النفسي المعرفي، لتساعدك إن شاء الله، وهذه المعالجات هي معالجات جيدة، ولكنها تتطلب الصبر والمواصلة، كما أنها ربما تكون مكلفة بعض الشيء في بعض الدول، ولكن كما أعرف أنها في عالمنا العربي والإسلامي لا تكلف كثيرا.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات