السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
كنت متزوجة، وعندي ولدان، وما حصل نصيب مع والدهم، وانفصلنا، وعشت مع أولادي، وبعدها تركتهم وتزوجت؛ بسبب عدم إرسال والدهم مصاريفهم الشخصية.
أعدتهم إلى والدهم، ومن وقتها أنا معذبة كثيرا ولا أنام، ولا أعرف أن أركز في حياتي الجديدة، وأحس بتأنيب الضمير، من أني امرأة رمت أولادها.
المشكلة الثانية: صرت أسأل زوجي كثيرا هل أنت ستتركني؟ هل تحبني؟ صرت أسأل كثرا، وما بقيت عندي ثقة، لا في نفسي ولا في الآخرين! صارت لدي أفكار كثرة وهواجس أني سأطلق، وبأن زوجي سيتركني.
حياتي جحيم، ولا أنام، أرجوكم كيف أساعد نفسي؟ كيف أتخلص من كثرة التفكير؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يحفظك ويحفظ أطفالك، وأن يهدي والدهم إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
لا ذنب عليك في هذا الذي حدث، وعلى الوالد أن يتحمل مسؤوليته تجاه أطفاله؛ ومن حقك أن تعيشي حياتك وتتزوجي، ولا تحملي زوجك الجديد آثار ما حدث مع زوجك الأول، نسأل الله أن يعينك على الاستمرار، والاستقرار، والنجاح.
تعوذي بالله من الشيطان الذي يذكرك بمثل هذه الأشياء؛ ويدعوك إلى لوم النفس، واعلمي أن هذا العدو همه أن يحزن أهل الإيمان، ونوصيك بداية بكثرة الدعاء لنفسك ولأبنائك، والمواظبة على أذكار الصباح والمساء، والوفاء لزوجك الجديد.
ثقي بأن الكون ملك لله، ولن يحدث فيه شيء إلا بإرادة الله تبارك وتعالى، أيضا ثقي أن الأطفال لهم رب يحميهم، فكم من أسرة مات فيها الأب والأم وعاش الأطفال! لأن الله هو الرزاق سبحانه وتعالى، واستمري في التواصل والسؤال عنهم، وإذا تمكنت من رؤيتهم، فهذا من حقك الشرعي أن تقابليهم وتسلمي عليهم ويزورونك؛ هذه كلها من الأمور التي يضمنها لك الشرع الحنيف.
لكن، لا نريد أن تستمري في هذه الوساوس، ولا تشعري زوجك الجديد بأنك تخافين من أن يتركك أو نحو ذلك، بل قومي بما عليك كاملا، وما قمت به هو الصواب، الرجل الذي لا يتحمل مسؤوليات الأبناء يجب أن يعود إليه الأبناء حتى يقوم بمسؤولياته تجاههم.
من الناحية الشرعية، لو كان والدهم قد أحسن لك ولهم لما احتجت إلى أن تذهبي بهم إليه، والوالد هو المسؤول عن الإنفاق، وكان من واجبه أن ينفق عليك وعلى الأطفال حتى تحسني تربيتهم، أما وقد قصر في هذا الأمر، فقد أحسنت بما فعلت، وليس عليك أي لوم شرعي.
لا تقفي طويلا أمام كلام الناس، مثل: "رمت أولادها" أو نحو ذلك، نحن علينا أن نفعل الصحيح الصواب الذي فيه مصلحة للأبناء، وفيه إرضاء لله تبارك وتعالى.
نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.