هل محبة رسولنا أكثر من بقية الرسل تعني التفريق بينهم؟

0 10

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف نجمع بين عدم التفريق بين الرسل، ومحبة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أكثر من كل الخلق، فكلما قلت في نفسي أنا أحب محمدا -صلى الله عليه وسلم- أكثر من سائر الخلق، راودتني فكرة أني أفرق بين الرسل، وهذا خطأ، فما رأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخانا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك بالموقع، كما نشكر لك اهتمامك وحبك بتعلم أمور دينك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وتوفيقا وسدادا.

وما سألت عنه لا إشكال فيه، ولا نحتاج فيه إلى جمع بين متفرق من النصوص؛ فإن محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- ينبغي أن تكون مقدمة على محبة كل أحد بعد الله سبحانه وتعالى، وكمال الإيمان يقتضي أن يكون الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحب إلى الإنسان من أهله ونفسه وماله وولده وكل شيء، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة.

ومحبة الأنبياء من الإيمان أيضا، ولكن لا يعني ذلك أن يكونوا في مرتبة واحدة مع نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فنحن نحبهم في الله، ومحبتنا لهم إيمان وطاعة، ومع ذلك حبنا لرسول الله أشد وأعظم، لما وصلنا على يديه من الخير، وما حصل لنا من الإرشاد إلى الهدى، والإنقاذ من النار.

وأما معنى الآية أو الآيات التي تتكلم عن عدم التفريق بين الأنبياء، فالعلماء يبينون أنه ليس معناه التسوية بينهم في المحبة، وإنما التسوية بينهم في الإيمان بهم، فلا نفرق بين أحد منهم أبدا، بحيث نؤمن بواحد ونكفر بالآخر.

والمعنى الثاني: أننا لا نعتقد أنهم متفرقون في أصول الديانة، وأمور التوحيد التي جاؤوا يدعون إليها، بل هم مجتمعون على هذه الأصول، وهي دين الإسلام، كما قال الله تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}.

فلا نفرق بينهم، بمعنى: أننا لا نعتقد أنهم متفرقون في أصول الديانة، بل هم مجتمعون يدعون كلهم إلى عبادة الله تعالى وحدة، فلا إشكال إذا بحيث نحتاج إلى الجمع.

ونصيحتنا لك: أن تجتهد وأنت في هذا السن المبكر من عمرك بتعلم دينك؛ فإن تعلم العلم الشرعي النافع من أفضل القربات وأجل الطاعات التي تقربك إلى الله تعالى، فاجعل لنفسك في برنامجك اليومي حظا ونصيبا في تعلم العلم، وحاول أن تتلقى العلم عن أهله من العلماء الراسخين، ومواقعهم -ولله الحمد- كثيرة ومشهورة، ومن هذه المواقع موقعنا هذا المبارك، وما فيه من مواد علمية نافعة.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات