السؤال
دائما هناك أفكار سلبية تدور في عقلي وتفكيري، وتتعبني كثيرا، ولدي كذلك جفاف عاطفي كبير، كلمة واحدة تجعلني أحب الشخص الذي أمامي، وأفكر فيه.
أريد المساعدة والنصيحة -بارك الله فيكم- بدأت في أذكار الصباح والمساء، وسورة البقرة، وأداوم على الصلاة -الحمد لله- هناك تحسن، ولكن ما هي نصيحتكم لي؟ ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كوكا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يخفف عنك، ويمنحك الراحة والسكينة، من الواضح أنك تبذلين جهدا كبيرا في تعزيز نفسك إيمانيا، من خلال الأذكار اليومية، وقراءة سورة البقرة، وهذا دليل على رغبتك الصادقة في التحسن.
بالنسبة للأفكار السلبية والتفكير المفرط، إليك بعض النصائح:
- حاولي أن تحولي الأفكار السلبية التي تراودك إلى أفكار إيجابية، على سبيل المثال: إذا وجدت نفسك تفكرين في شيء يثير القلق، قولي: "لعل هذا ابتلاء من الله يحمل خيرا لي".
- بدلا من الغرق في بحر الأفكار المعقدة، قسمي الأمور إلى أجزاء صغيرة، وحاولي التركيز على كل جزء على حدة.
- التنفس العميق وتمارين الاسترخاء تساعد على تهدئة العقل والجسد، وتخفيف الضغط النفسي الناتج عن التفكير المستمر.
- من المهم أن تبني علاقاتك على أساس التوازن والاعتدال، وأن تحافظي على مساحة صحية بينك وبين الآخرين، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما)، الاعتدال يحميك من خيبات الأمل.
- قبل أن تبحثي عن حب الآخرين، احرصي على تقدير نفسك والاعتناء بها، الله عز وجل يقول: (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم)، [الحشر: 19]، تعلقك بالله يعزز استقرارك العاطفي.
- استمري في الأذكار، وقراءة سورة البقرة، فما تقومين به من أذكار وقراءة القرآن هو مصدر عظيم للطمأنينة، قال الله تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" [الرعد: 28]، واصلي هذه العبادات مع تدبر معانيها، والاستعانة بالله في كل أمورك.
- اجعلي الدعاء صديقك الدائم، أكثري من دعاء الله عز وجل أن يخفف عنك ويهدي قلبك، وخصوصا في أوقات الاستجابة، كسجود الصلاة أو الثلث الأخير من الليل.
- إذا كانت الأفكار السلبية تسيطر عليك بشكل كبير، وتؤثر على حياتك اليومية، فقد تحتاجين إلى استشارة مختصة نفسية، للحصول على الدعم المناسب.
- املئي وقتك بالأنشطة التي تجلب لك السعادة، وتخرجك من دائرة التفكير السلبي مثل: ممارسة الرياضة، والهوايات المحببة، والتواصل مع الأصدقاء أو العائلة.
ختاما، تذكري أن كل اختبار من الله هو طريق إلى النمو والتحسن، الله قريب منك، ويراك، ويعلم ما تمرين به، قال تعالى: (إن مع العسر يسرا)، [الشرح: 6]، وهذا وعد من الله بأن الفرج قريب بعد الشدة، أكثري من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وستجدين الفرج والراحة بإذن الله.
نسأل الله أن يوفقك، ويمنحك السكينة والطمأنينة في حياتك.