السؤال
السلام عليكم
خطبت بنتا منذ أسبوعين، وكنت مبسوطا جدا، بسبب أخلاقها ونسبها الطيب، وحرصها على الصلاة، صارحتني أن شابا أرسل لها رسالة تعارف على مواقع التواصل، ويريد خطبتها، وكان ذلك في فترة الثانوية، الآن هي انتهت من الجامعة، ولكن عندما حكت لي ذلك شعرت بالغضب، وبالضيق، مع أنها كانت صغيرة في ذلك الوقت.
مع العلم أنها هي من بادرتني بهذا الكلام، وهذا يعني أنها شخصية طيبة، ونيتها سليمة، أنا لا أريد أن أتركها؛ لأني لم أجد فتاة بهذه الصفات الطيبة، لكني أخشى على نفسي أن أسترسل مع أي فكرة سلبية مستقبلا.
لا أريد أن أتركها، لقد ارتكبت أخطاء أكبر من ذلك بكثير، والحمد لله تبت، لكن شؤم المعاصي يجعلني أحيانا أسيء الظن، ولهذا السبب عندما أسمع هذه الأمور من غيري أشعر بالضيق، مع أني لست كاملا، ولدي أخطاء كثيرة، أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، وقد أحسنت عندما حرصت على اختيار فتاة متدينة، محافظة على صلاتها وأخلاقها الحسنة، فهذا هو هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك" وبمثل هذا النوع من النساء تبنى الأسرة الصالحة وتستقر البيوت.
أما بشأن مصارحة هذه الفتاة لك، فهو دليل على ثقتها بك وحسن نيتها، ورغبتها في أن تكون حياتها معك واضحة وشفافة، ومع ذلك، كان من الأفضل ألا تبادر بمثل هذه المصارحات، خصوصا وأنك قد عشت ماضيا سلبيا وتبت منه، فهذا يجعلك شديد الحساسية لمثل هذه المواقف، كونك صاحب تجربة.
وبما أن هذه الحادثة وقعت قبل سنوات، فاعتبره شيئا مر وانتهى، ولا تشغل نفسك به؛ فهذا من الشيطان، ولذلك ننصحك ما دامت الفتاة تتمتع بأخلاق ودين حسن، وما دامت تلك الحادثة قد وقعت منذ سنوات، فلا يوجد مبرر للشك ما دام واقعها اليوم مختلفا عن الماضي بشكل إيجابي يرضي الله تعالى.
حاول أن تتغلب على الشكوك، من خلال التركيز على الجوانب الإيجابية في هذه الفتاة كلما وردت إلى عقلك أفكار سلبية، ذكر نفسك أن الإنسان بطبيعته خطاء، وأن العبرة بالتوبة النصوح والرجوع إلى الله تعالى، بادر إلى تنمية الأمور المشتركة بينكما، فهذا يعينك على زيادة الحب والتفاهم.
ننصحك أيضا أن تكثر من الدعاء أن يصرف عن قلبك كل تلك الشكوك، وأن يجعل حياتكما مستقرة، وأن يذهب نزغات الشيطان من بينكما، اقترب من الله تعالى، واستقم على أمره؛ سيساعدك ذلك أن تحسن الظن بالله وبالآخرين.
وفقك الله، ويسر أمرك.