والدتي لديها اكتئاب وتأتي بتصرفات غير مقبولة، فما الحل؟

0 8

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والدتي في البداية اشتكت من نار في صدرها، كشفنا عليها طلع ارتجاع مريئي، ثم قلة نوم، ذهبنا لدكتور نفسي، ولم ترتح، ومنذ أسبوع تقوم بخلع ملابسها من دون سبب داخل البيت، فما الحل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك ثقتك في إسلام ويب، ونشكر لك كذلك اهتمامك بأمر والدتك التي نسأل الله تعالى لها لعافية والشفاء.

أنت لم تحدد عمر الوالدة، لكن ما دام أنت عمرك 38 عاما فأتصور أن الوالدة -حفظها الله- ليست بأقل من 60 عاما.

عموما: لا بد أن نتأكد من الوضع الصحي الجسدي، وكذلك الوضع الصحي النفسي للوالدة.

شكوى الشعور بأن هنالك نارا في الصدر؛ فهذا قد يكون تعبيرا عن الضيقة والتوتر النفسي الداخلي، ولكن طبعا في مثل عمرها أيضا من الضروري أن يجرى فحص لرسم القلب، وكذلك تحديد مستوى أنزيمات القلب في الدم، وهذه فحوصات معروفة لدى الأطباء، فأعتقد الذهاب بها إلى الطبيب -طبيب الأمراض الباطنية- من وجهة نظري سيكون أمرا مهما من أجل فحوصات الدم العامة، وكذلك إجراء تخطيط للدماغ.

أنت ذكرت أنه قد تم الكشف عليها، واتضح أن لديها ارتجاعا في المريء، لكن إعادة الكشف دائما فيها -إن شاء الله- فائدة وخير.

قلة النوم طبعا مرتبطة بأسباب كثيرة في مثل عمرها، من أهم هذه الأسباب القلق والتوتر النفسي، وفي بعض الأحيان تكون الصحة النومية مضطربة، وذلك من خلال أن الإنسان ينام نهارا، أو أنه يتناول كثير من الميقظات كالشاي والقهوة في فترة المساء، هذه من الأسباب الضرورية، وطبعا أيضا وجود القلق والاكتئاب النفسي قد يكون عاملا أساسيا.

الآن الشكوى الأساسية والجوهرية هي أنها تقوم بخلع ملابسها من دون سبب داخل البيت، هذا طبعا عرض كبير وعرض مهم، ولا بد أن يأخذ منا العناية التامة، وأنا أقول لك أن هذا العرض بالفعل يجعلني أميل إلى إنها تعاني من اكتئاب نفسي، نعم، الاكتئاب النفسي القلقي -على وجه الخصوص- أو القلق النفسي الاكتئابي -كما يحب أن يسميه البعض- قد يؤدي إلى مثل هذا السلوك؛ لأن الإنسان يحس بالضجر، ويحس بالتململ، يحس شيء من السوداوية في مشاعره وأفكاره، وهذا كله يؤدي إلى اضطراب النوم، وإلى التصرفات الغريبة نسبيا، مثل خلع الملابس.

طبعا ظاهرة خلع الملابس أيضا نشاهدها في بدايات الخرف، أو عند الذين أصيبوا بضعف في الذاكرة، لكن ليس هنالك ما يشير أن الوالدة تعاني من إشكالية في الذاكرة.

أنا ذكرت لك أن تذهب بها إلى الطبيب -طبيب الباطنية، أو طبيب الأسرة- وهي بالفعل تحتاج لأحد محسنات المزاج، ومضادات، الاكتئاب ومحسنات النوم، وتوجد أدوية كثيرة جدا في هذا السياق، مثل عقار(ميرتازابين)، عقار(ترازودون)، وأدوية أخرى كثيرة، لكن سوف أترك اختيار الدواء للطبيب.

بعد أن تقابلوا الطبيب سوف يصف لها الدواء المناسب، والطبيب الباطني -أو طبيب الأسرة- إذا لم يكن بإمكانه أن يصف لها أحد محسنات المزاج ومحسنات النوم؛ في هذه الحالة يفضل أن تذهبوا بها إلى طبيب نفسي، وإن كان هنالك صعوبة للذهاب إلى الطبيب النفسي وتأكدنا تماما من أن حالتها العضوية سليمة، هنا يمكن تتناول عقار (ميرتازابين) بجرعة نصف حبة -15 مليجرام- ليلا، وتراقبوا حالتها.

نعم قد تحتاج لأدوية أخرى، لكن هذا الدواء -على وجه الخصوص- سوف يحسن النوم، وربما يحسن المزاج نسبيا.

طبعا عندما تذهبون بها إلى الطبيب لا بد من تقييم الذاكرة لديها، نعم، معظم أطباء الأسرة لديهم خبرة كافية في تقييم الذاكرة، وكذلك بعض الأطباء الباطنيين، لكن إذا شعرتم أن هنالك شيئا من التعقيد في الأمر أو أن الأطباء ذكروا أن هذا لا يأتي في تخصصهم، هنا اذهبوا بوالدتكم الكريمة لمقابلة الطبيب النفسي، و-إن شاء الله تعالى- لن تحتاجوا لمراجعات كثيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات