السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى لكم التوفيق في الدنيا والآخرة.
أعاني من حالة خوف وقلق وهلع، وأخاف من أتفه الأشياء، وتراودني وساوس الخوف من الناس، وأرسم في مخيلتي سيناريوهات عجيبة وغريبة، وحتى عندما أريد التحدث أمام الناس أشعر بالخوف الشديد، وجسمي يرتعش من الخوف، وأحس أن قلبي سوف ينفجر من شدة النبضات.
علما أني كنت مدمنا على العادة السرية والإباحية لفترة من الزمان، والمشكلة الأكبر هي التخيلات والسيناريوهات التي أرسمها في رأسي، مثلا: أتخيل شخصا أعرفه وقع في مشكلة، وأنا أساعده، تراودني الحالة عند الغضب والانفعال، وهي تضايقني.
سئمت من هذه الحالة، وأريد العلاج. جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
في سؤالك أكثر من جانب، فالجانب الأول هو ما تشعر به من حالة الخوف والقلق، فالقلق والهلع من الأمور الصغيرة أو الكبيرة، ووساوس الخوف من الناس ومقابلتهم، ربما هذا يشير إلى حالة من الرهاب الاجتماعي، والتي قد تترافق مع نوبات الهلع، والذي يبدو أكثر ما يبدو عندما يتطلب منك التحدث أمام الناس، فتشعر بالخوف الشديد، وارتعاش الجسم، وتسارع خفقان القلب.
إن هذا التوتر والقلق عند مواجهة الناس والحديث أمامهم، أمر شائع، كما قلت هو نوع من الرهاب الاجتماعي، الذي هو منتشر عند كثير من الناس؛ ولكن الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون أنهم يتجنبون مثل هذه المواقف التي تسبب لهم التوتر والقلق والارتعاش وخفقان القلب؛ ظنا منهم أن هذا التجنب سيذهب بمثل هذه المشاعر؛ نعم، هي قد تذهب لأنه امتنع أو تجنب لقاء الناس والحديث أمامهم، إلا أنها على المدى البعيد تجعل هذه المشكلة مشكلة مزمنة وأكثر صعوبة، وعكس التجنب هو المواجهة والإقدام؛ فأرجو ألا تتردد في مواجهة الناس والحديث أمامهم، ومع الوقت ستعتاد على هذا، ولا يسبب لك مثل هذا القلق والتوتر.
أما ما ذكرت من إدمان العادة السرية والإباحية لفترة من الزمن، أفهم من ملاحظتك هذه أن الله تعالى قد يسر لك التخلص من هذا، وهذا ما أدعو الله تعالى لك به، لأن هذا يمكن أن يزيد من قلقك إذا استمررت عليه، ويزيد من توترك الذي تعاني منه.
أخيرا أخي الفاضل: ما ذكرته من تخيلات وسيناريوهات، هذا الأمر موجود عند بعض الناس، ولكنهم يحاولون أن يتكيفوا معه، وذلك بألا يسترسلوا في رسم هذه الصور الخيالية، فإذا أتتك مثل هذه السيناريوهات، فعليك أن توقفها من بدايتها، وتصرف ذهنك لأعمال أخرى تقوم بها، كالخروج إلى المشي أو ممارسة الرياضة أو غيرها، فلا تسترسل في رسم هذه الخيالات، ومن خلال الوقت ستتخلص منها بالتدريج، إن لم يكن بشكل كامل، فعلى الأقل لتخفف منها بشكل كبير.
أعتقد أنك في هذه المرحلة يمكنك أن تقوم بكل هذا من دون مراجعة العيادة النفسية، ولكن إن زادت الحالة أو استمرت أو اشتدت، فلا حرج من مراجعة طبيب نفسي عندكم في بلدكم، فلعل هذا أيضا يمكن أن يرشدك أكثر للتخلص من كل هذه المعاناة.
أدعو الله أن ييسر أمرك، ويشرح صدرك، والله الموفق.