السؤال
السلام عليكم
تعددت مني ذنوبي في الماضي، ومنها ما قد يكون ردة وكفرا والعياذ بالله، ولكن هناك بعض الذنوب التي نسيت أن أندم منها، أو بالأحرى نسيت أن أتوب منها، ما العمل؟ صرت كل ليلة أنطق الشهادتين كثيرا لعلي أكفر عن ذنوبي التي قد تكون ردة، وأحيانا قد أخطئ في نطقها فأعيد، لقد صرت متوترا بسبب هذا الخوف، أرجو إفادتي سريعا، وتهدئتي.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى أن يمن عليك بالهداية والتوبة، ويكفر عنك ذنوبك وسيئاتك.
ثانيا: واضح جدا -أيها الحبيب- أن هذا السؤال إنما هو أثر من آثار ما تعانيه من وساوس، ولهذا فالطريق الصحيح لتخلص نفسك من هذه المعاناة، وهذا الضيق والحرج الذي أنت فيه، الطريق الصحيح هو أن تحرص جيدا وتستعين بالله تعالى على التخلص من هذه الوسوسة.
فإذا نجاك الله تعالى منها، وسلمت من شرها؛ زالت عنك كثير من هذه الأسئلة، وطرحك للأسئلة بسبب الوسوسة هو في الحقيقة تعزيز لوجودها، وتقوية، وهو ضار لك، موقع لك في أنواع من المشاق والمتاعب.
لهذا: ننصحك أولا بالبدء بأخذ الأسباب التي تدفع بها هذه الوساوس، وقد لخصها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أمور ثلاثة:
أولها: اللجوء إلى الله تعالى بالاستعاذة حين يهجم عليك الفكر الوسوسي، كلما داهمتك فكرة من الأفكار التي تمليها عليك الوسوسة، الجأ مباشرة إلى الله تعالى بالاستعاذة، وقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
الوصية الثانية: تحقير الفكرة الوسواسية وعدم الاهتمام بها، وإن ظهرت لك في صورة اهتمام بالدين، وخوف من الوقوع في الكفر، أو خوف من النار، أو خوف من عقاب الله، أو غير ذلك مما يحاول الشيطان أن يظهر بها هذه الفكرة، ليجرك للاشتغال بها، حقرها، واعلم أنها من الشيطان، وانصرف عنها، وتوجه نحو أي شيء ينفعك في دينك أو في دنياك.
وفي هاتين الوصيتين أو هاتين الخطوتين، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن ابتلي بشيء من الوسوسة: (فليستعذ بالله ولينته)، فانته أنت عن الاسترسال، والتماهي مع الوساوس، أقلع عنها، وانصرف عنها إلى غيرها.
الوسيلة الثالثة: الإكثار من ذكر الله تعالى، فإذا أكثرت من ذكر الله؛ فإن الله تعالى يحميك بهذا الذكر من مكايد الشيطان، جاهد نفسك للصبر على هذه الخطوات، وستجد بإذن الله تعالى العافية والشفاء من هذه الوسوسة.
وأما ما ذكرته في هذه الاستشارة بخصوصها، فهو كما قلت في أول الأمر، إنما هو أثر من آثار هذه الوساوس، وإلا فلا حقيقة له، فأنت على إسلامك وإيمانك، وتكريرك لكلمة الشهادتين شيء نافع؛ لأنها ذكر من الأذكار، بل أشرف الأذكار أفضل الذكر "لا إله إلا الله" هكذا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولكن لا تعتبر نفسك مرتدا، وأنك تؤدي الشهادتين لتدخل في الإسلام، فهذا استجابة للوساوس، وهو ضار أكثر من نفعه.
وأما ما وقع منك من الذنوب فيما سبق إذا كان ذلك محققا وليس مجرد وسوسة وأوهام، فإن التوبة بإذن الله تعالى سهلة ويسيرة، التوبة تعني الندم على فعل الذنب، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع الإقلاع عنه في الوقت الحاضر، فإذا فعلت هذا تاب الله تعالى عليك، ومحا ذنبك السابق، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك كل سوء ومكروه.