في الثالث الثانوي وأشكو من مخاوف ووساوس أرهقتني!

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا في الصف الثالث الثانوي، عمري 17، أعاني من بعض القلق الزائد، وبعض اضطرابات الحركة منذ الصغر، ولكن كنت أتغلب عليها.

منذ بداية السنة الدراسية وأنا أعاني من وساوس، وقلق، وتفكير زائد في المستقبل، بشكل غير طبيعي، ولا يستطيع أحد تحمله، مع التفكير في الامتحانات، والخوف من إصابتي بأمراض معينة، وبأني لن أستطيع دخول الامتحان، ولن أحقق حلمي، وأني لن أوفق، وأن تعبي سيضيع، مع أني أذاكر بجد، وأجتهد، وأفعل كل ما علي، وأنا -بفضل الله- متفوق منذ صغري.

أتعبتني هذه الوساوس كثيرا! وأرهقتني، وقيدتني، ولا أستطيع أن أفعل أي شيء مع كثرة هذه الوساوس، ولا أستطيع المذاكرة كما كنت سابقا، لتسلط هذه الوساوس علي.

أرجو من حضراتكم الرد على سؤالي، وما الحل؟ وما سبب هذه المشكلة؟ لأنني تعبت، ولا أعرف ماذا أفعل! مع أني محافظ على الأذكار، والصلاة، وورد القرآن، لكني لا أشعر بتحسن.

ذهبت للطبيب، ووصف لي بعض الأدوية، اسمها 25 seroxsat، و200 Solian، ولكن بدون فائدة فعلية!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

عندما يصل الطالب إلى المرحلة الأخيرة من دراسته الثانوية، ليس مستغربا أن يشعر بالكثير من التوتر، والقلق، والخوف من المستقبل، فهو أمام محطة جديدة سيكون لها أثر كبير عليه في بقية حياته.

أخي الفاضل: هناك نعمتان أنعم الله تعالى بهما علينا، وكثير من الناس يعاني من سوء استعمال هاتين النعمتين.

النعمة الأولى: هي القدرة على التذكر، فنجد نصف الناس مكتئبين وحزينين على أمور حصلت معهم في الماضي، وربما من سنوات؛ لماذا؟ لأن لديهم القدرة على تذكر ما حصل معهم في الماضي.

أما النعمة الثانية: فهي قدرة الإنسان على التفكير في المستقبل، فنجد نصف الناس الآخرين يقلقون بشأن ما يمكن أن تأتي به الأيام في المستقبل. وربما أنت -أخي- من النوع الثاني، حيث إنك تقلق وتتوتر من أمور ستحدث معك في المستقبل.

وصفت أنك -بفضل الله تعالى- متفوق في دراستك منذ صغرك، فأنا أقول: لماذا كثرة هذا التوتر والقلق؟ نعم، بعض التوتر والقلق ضروري، وإلا لن يدرس الطالب، أو يحضر، أو يستعد، فبعضه مفيد، ولكن ما زاد عن حده انقلب إلى ضده.

فالسؤال -أخي الفاضل-: كيف تقلق؟ ولكن بدرجة معقولة تدفعك إلى العمل الإيجابي، لا إلى أن تقعدك وتعاني بشكل سلبي كما يحدث الآن؛ إذن: لا بأس أن تشعر ببعض القلق، ولكن حول هذا القلق بشأن المستقبل والامتحانات والتخرج إلى خطوات عملية.

أولا: عليك الدراسة والاستعداد للامتحانات، و-بحمد الله تعالى- أنت محافظ على صلاتك، وأذكارك، وورد القرآن، وهذا أمر طيب سيعينك كثيرا، ولكن أرفق معه أيضا نمط الحياة الصحي من ممارسة الرياضة، والتغذية الصحية، وساعات النوم الكافية، خاصة أنك في هذا العمر من الشباب -السابعة عشر-.

طالما ذهبت إلى الطبيب، ووصف لك السيروكسات والسوليان، يمكن أن أطلب منك أن تستمر على السيروكسات، ولكن راجع مع الطبيب، فقد يزيد لك الجرعة حتى تستفيد من الدواء بالشكل الكافي.

ما تشعر وتمر به في هذه المرحلة منتشر بين كثير من الطلاب، وعليك أن تتكيف معه، خاصة مع الاستمرار في المداومة على الصلاة، والذكر، والقرآن، وبذل الجهد في الدراسة، والاستعداد، والتحضير، واتباع النمط الصحي في حياتك من النشاط البدني، والنوم، والتغذية.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك وييسر أمرك، ويجعلك -ليس فقط من الناجحين-، بل من المتفوقين؛ لتدخل الفرع الذي تحلم به.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات